صباح القدس بالسمسم !
أسيرة الأسوار تنهض كل صباح لتمسح عن حجارتها الندى ، وتقف كل صباح في باب العامود أمام مخبز المصرارة لتنتش كعك القدس و “تهرهر ” عنه السمسم ، كما هرهرت أسوارها عنها الغزاة ، ويحدّق عصفور فلسطيني يحط على أسوارها بخوذة جندي اسرائيلي يحرس خرافة ، وينقب تحت الأرض عن دينه في أديان الاخرين التي ترتفع مساجدها وكنائسها فوق الأرض ، وعلى الأرصفة البيضاء المصقولة بسنابك خيول الغزاة ، تفرش فلسطينية من سلوان عاصمة بلادها بغلال الأرض من فجل وخبيزة وجرير ، وتسخر منقوشة زعتر من مستوطن بولوني يقضم ” الكرواسان ” بحماية مدرعة عسكرية ، ويحاول سرب حمام يطير فوق قبة الصخرة ، ان يخلص أوهام القبة الحديدية من سراب التنقيب عن هيكل مزعوم لشن الحرب بين الأرض وسمائها .
بعد نصف قرن من الاحتلال تحتاج اسرائيل الى صبية يرقصون بجدائلهم في باب العامود لتخليص الخرافة من قلقها باحتلال يحاول اقناع احتلاله في رقصة الأعلام المذعورة من علم وحيد ترفعه فلسطينية في باب العامود .
كان على اسرائيل ان تخلي القدس من قدسها لتشفى من الوهم وترقص بحماية نصف جيش اسرائيل في باب العامود .
بعد نصف قرن ونيف من الاحتلال للقدس تصحو اسرائيل هذا الصباح وتحدق بصباح القدس يشرق بالسمسم في باب العامود وتنتصر قبة الصخرة على القبة الحديدية وكأن شيئا لم يكن !