صباح الخير يا بيروت !
” هاي ، كيفك ، سافا ” .. يا بيروت … ومن غيرها بيروت تقول لك كلمة واحدة بثلاث لغات …
هذه الـ بيروت حين تجتمع التناقضات وتختارها عاصمة لها، وترسمها مدينة .. تمدّ رأسها من شرفة بحرية في رأس بيروت كعلامة تعجب ” ! ” .. بين جبلها والبحر مرمى حجر ، تشعل سيجارتك في عرمون ، وتنفث دخانها في عين المريسة ، ويرن هاتفك الجوال في عاليه وتنهي المكالمة وقد وصلت خلدة .. بيروت مدينة في متناول اليد ، لها تهذيب كرسون يقول لك : ” حبيب قلبي ” حين تدخلها ، ويشتمك ” كزعران ” ساحة رياض الصلح ان دفعت الحساب بدون ” بخشيش ..
عاصمة التناقضات بيروت .. هي سويسرا الشرق وهانوي العرب ، انطوان لحد .. وحسن نصرالله ، وقار فيروز و ” دلع ” الصبوحة ، مارسيل خليفة وراغب علامة ، عمليات تجميل وعمليات انتحارية ، مذيعة محجبة في قناة المنار ، ومذيعة شبه لابسة في قناة ” البسي ” ! حسينية في الضاحية الجنوبية .. وجامع في البسطة ، شيعي في حارة حريك وشيوعي في شارع الحمرا ، قسيس في بكركي ، ومقامر في كازينو لبنان بجونية ..
فلسطيني في برج البراجنة ، وأرمني في برج حمود ، لاجئ سوري في الاشرفية وشغالة سيريلانكية في سن الفيل ..
هذه الخلطة تجدها فقط في بيروت التي تأكل ” عرايس ” وتتزوج ” قشطة ” .. تنفخ الصدور.. وتفخخ السيارات ، تطوف في شوارعها الطوائف ان ارتفع منسوب الأمطار التي تحملها غيوم الشرق والغرب ، تبوس الواوا ويموت المرضى على أبواب مشافيها ان لم تدفع الفاتورة في غرفة الطوارئ ، وتأكل لحمك مع الكبة النية ان لم تدفع فاتورة مطاعمها بالدولار الأخضر التي تفرمه في جيوبها كصحن تبولة ..
في بيروت أنت كل شيء ولا شيء في وقت واحد ، خواجة حين تمد يدك لمحفظتك و ” شرشوح ” وأنت طفران ، مناضل تارة وعميل تارة حسب مزاج وليد جنبلاط المتقلب بين لحية حسن نصرالله وسكسوسة سعد الحريري …
وبيروت الحائرة المحيرة تقرأ كل صباح جريدة النهار وجريدة السفير ، وهي لم تحسم أمرها بين سويسرا الشرق وهانوي العرب، وتقول لك : ” بنجور ..
صباح الخير يا بيروت وقد نفد صبرها من ملوك الطوائف الذين يسرقون جيوبها ” وتبكي على صدر ماكرون رئيس ” أمها الحنون ” وتشكو له جور ” بي الكل ” وجماعته !