شيخوخة فتح ..بين العاجز ..والعجوز !
كنت أحدّق في الرؤوس البيضاء التي شابت أكثر من الذوائب فيها ، وقد اكتمل نصاب وقارها في آخر مؤتمر لفتح أظن انه السابع الذي كنت أتابعه عن بعد عبر شاشة تلفزيون فلسطين الفضائية .
وكنت أحاول جاهدا ؛ وأنا أبحث في شيخوخة فتح التي تبث بألوان الديجتال عن صورة فتح القديمة بالأسود والأبيض كألوان كوفيتها التي كانت تكفي لإخفاء وجوه شبابها عن مخابرات عدوها ، قبل ان تربط عنقها بربطة عنق فاخرة ، وترى بنظارة طبية ” حكمة أوسلو ” عن بعد ، وتمارس وقارها بين حاجز قلنديا وقاعة أحمد الشقيري في رام الله .
فتح العجوز؛ التي تنكر شبابها أمام أعين عدوها ، الذي يطلّ على مؤتمرها من مستوطنة بيت ايل في رام الله ، وتتسلح ” بحكمة اوسلو” في مواجهة جرافة إسرائيلية تقتلع شجرة زيتون حمل غصنها الأخضر زعيمها الشهيد ياسر عرفات في الأمم المتحدة ، يوم كانت ماتزال البندقية بيد وغصن الزيتون بيد ، قبل ان تتحول الى صفر اليدين تتفرج على المستوطنات من شرفة المقاطعة التي تحاول حل الكلمات المتقاطعة في ” حل الدولتين ” الذي جعل من أقفاص أوسلو دولتين واحدة في غزة وواحدة في رام الله .
وبين أسير و وزير .. تحاول فتح البحث عن فتح التي غطى الشيب شبابها ، ويحدّق عجائزها في عجزهم ، الذي يبحث عن معجزة لعودة فتح الى فتحها بصورتها القديمة بالأسود والأبيض كألوان كوفيتها .. تلك الكوفية التي وحدت الشعب الفلسطيني تحتها قبل ربطة عنق أوسلو التي ربطت أعناقنا بوهم دويلة بين مستوطنة وحاجز نطلّ عليها من شرفة المقاطعة ومن قاعة أحمد الشقيري التي تبحث فيها فتح عن شبابها في كهولة عجائزها !