ما يحدث الآن في الخليل هو سيناريو مكرر عاشته على مدى سنوات طويلة….ففي مدينة الخليل حدثت اشتباكات دموية بين عائلات استمر بعضها لعدة سنين، سقط فيها ضحايا أبرياء…وكان موقف السلطة كما هو اليوم…تقاعس عن إنفاذ القانون ودعوة للعشائر للتدخل….الاختلاف الحالي أن السلطة فقدت الشماعة التي تعلق عليها تقاعسها…فسابقاً…كانت هذه الاشتباكات في معظمها تحدث في المناطق المصنفة “ج” والتي يحتاج دخولها تنسيق أمني…اما اليوم فالاشتباكات وجرائم الحرق وترويع الآمنين فتحدث تحت عين السلطة وسمعها…في المناطق المصنفة “أ”….

أمّا سؤال لماذا لا تتدخل السلطة…ففي ظني أن السبب لا يعود لعجزها وعدم قدرتها، بل لعدم رغبتها…فأطراف المشكلة القائمة من العائلتين مهما بلغوا من القوة (أفراد وعتاد)، لا يستطيعوا الوقوف أمام أجهزة السلطة في حال اتخذت قرار بذلك…لكن اتخاذ قرار “ضبط” الأمور يعني المواجهة مع أفراد وهياكل عشائرية، جزء كبير منهم هم أصلاً إما أدوات للسلطة في ضبط الأمور أو منتسبين لها….وهذا يعني بالضرورة تكسير لهذه الأدوات التي تستعين بها السلطة في صراعاتها السياسية، والتي قد تحتاج لها في قابل الأيام…

علاوة على ذلك؛ تدخل السلطة يعني ترجيح كفة طرف على الآخر، ففي نهاية الأمر ستحتاج لفرض حل، سيكون مرضي لطرف دون الآخر، وبالتالي ستخسر السلطة الطرف غير الراضي…لذلك نجد الوقوف المحايد لأجهزة السلطة….أما “وهم” أن السلطة عاجزة فهذه نكته سمجه، لا يطلقها إلا جاهل بإمكانياتها.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *