شباب غزة ما بين مخاطر الهجرة ومعاناتها
شباب غزة ما بين مخاطر الهجرة ومعاناتها، وقسوة الحياة في غزة ومرارتها.
وانت في القاهرة لا تشعر بالغربة. وان غادرتها ازددت اشتياقا لغزة واهلها. وان وصلت الى اوروبا احب لقاء اصدقائنا المقيمين هناك كلما امكن ذلك. وانصت الى قصص مسيرتهم حتى ان وصلوا الى هذه الدولة الاوروبية او تلك، هربا من واقع غزة المرير وبحثا عن حياة افضل. ولكن صدقا طريقهم كان معبدة بالشوك والمخاطر وكثير من الالم .وهذا صديق التقيه هنا في احدى مدن بلجيكا وقد استغرق من الوقت 4 سنوات حتى وصل الى هنا.
غادر هذا الشاب مدينة غزة عام 2011 وتوجه الى ماليزيا ومكث فيها فترة من الزمن، ومنها مر بعدة دول عربية واوروبية، وتخطى حدود عديدة تارة بالطيران وتارة اخرى بسيارات النقل او مشيا على الاقدام في صحراء لا حياة فيها. واحيانا عبر السفن والمراكب لتخطي مياه الانهار والبحار.
وصل بلجيكا بعد 4 سنوات. وبعد 3سنوات من وصوله حصل على اقامة دائمة وهو بذلك حقق جزء كبير مما كان يحلم به. مسيرة امتدت لاكثر من 7 سنوات، من لحظة خروجه من غزة وحتى حصوله على الاقامة، مسيرة كلفته الكثير من المال واهدار سنوات من العمر، وتعرض خلالها للكثير الكثير من الالم والمخاطر وكادت ان تودي بحياته.
مسيرة الهجرة شاقة ومؤلمة. ولكن للشباب حلم يراودهم بالعيش بحرية وكرامة وبشروط حياتية لائقة. وغزة تفتقر لكل ما هو مشجع للشباب ومستقبلهم. وهذا الواقع الصعب يدفعهم للهجرة. وهناك الآلاف ممن هاجروا بالفعل والتقيت مؤخرا بالكثيرين منهم في شوارع بلجيكا وغيرها من دول اوروبا وآخرين كثر ينتظرون ومتسلحون بحلم الهجرة. وان اردنا وقف هجرة الشباب وتغيير اولوياتهم، فعلى القائمين والمسؤولين تغيير الواقع في غزة نحو الافضل وبما يدفع الشباب وغيرهم للتمسك بالحياة فيها والبقاء فوق ارض غزة التى هي جزء وجزء اصيل من فلسطين.
مع العلم انه ليس كل من يصل اوروبا يحصل على اقامة، وليس كل من يعيش فيها من الفلسطينيين سعيدا. وان الحياة فيها حتى بعد الحصول على الاقامة ط ليست وردية كما يعتقد البعض. لكن واقع غزة الصعب هو ما يدفع الشباب وغيرهم الى الهجرة والبحث عن حياة افضل.
اما نحن فلا تقلقوا علينا فزيارتنا لاوروبا مؤقتة وعودتنا الى غزة مؤكدة بعد انتهاء مهمتنا لاجل الاسرى. وكل يوم يمر ونحن بعيدون فيه عن تراب غزة نزداد اشتياقا لها وحنينا للعودة اليها والى اهلها.
اللهم اعيدنا سالمين وقريبا الى غزة الحبيبة.
عبد الناصر فروانة