سوريا ـ فلسطين…الحرية لا تتجزأ…
دعكم من المعارضة السورية، بلاش هاي الحجة أو العمى الأيدلوجي والأخلاقي..لذا إذا نسيتم مسؤولية النظام عن ضياع هضبة الجولان ومجزرة تل الزعتر 1976 وحروب المخيمات في لبنان منتصف الثمانينات، بمعية حليفته الطائفية حركة أمل، ودمار مخيم نهر البارد بصنيعته “فتح الاسلام” (2007)، وإذا نسيتم سعيه للسيطرة على الحركة الوطنية الفلسطينية، وما فعله في الزعيم الراحل ياسر عرفات إلى حد منعه من القاء كلمته وهو محاصر في المقاطعة في قمة بيروت (2002)، ومرمطته للفصائل ومناضليها في الضابطة الفدائية وفرع فلسطين وغيرهما من أجهزة المخابرات، وإذا نسيتم تدخله في لبنان ضد الحركة الوطنية اللبنانية واغتيالاته للزعامات الوطنية واليسارية من كمال جنبلاط ورفيق الحريري إلى جورج حاوي وسمير قصير وحسين مروة وسهيل طويلة وغيرهم لعله يفيد تذكيركم أن النظام الذي تحبونه وتدافعون عنه:
ـ حّول الجمهورية إلى ملكية وراثية، وقوض الدولة لصالح السلطة، وحول المواطنين إلى مجرد رعايا في ما اعتبره مزرعته” “سورية الأسد إلى الأبد”…
ـ صادر حريات السوريين وحقوقهم، ومارس سياسة الاعتقال والإخفاء في الزنازين والتعذيب الوحشي، بدون محاكمات، وفي ظروف لا يمكن تصورها ضد خيرة الشباب لمجرد رأي معارض، من دون أي فعل.
ـ تحكم بثروات وموارد البلد من خلال ازلامه وشركاته واحتكاره القطاعات الاقتصادية الاساسية وحتى أنه استولى على كثير من أراضي السوريين بوسائل غير مشروعة.
ـ لا يوجد فصل للسلطات في سوريا، فثمة سلطة واحدة، فوق الدولة وفوق القانون والدستور، الى حد تحول البلد إلى نظام وراثي لعائلة مافيوية..
افهل يستقيم ذلك مع العدالة والديمقراطية والحرية، أيها “اليساريين” والقوميين والمقاومين؟ وهل هذا يقوي الدولة والمجتمع ضد التحديات الإسرائيلية والامبريالية والرجعية، ثم هل هذا يقوي إسرائيل أم يضعفها في المنطقة؟ وهل ان عوائد ديماغوجيا النظام في مقاومة إسرائيل، وهو ينتهج هذه السياسات، التي هدفها الاحتفاظ بسلطته، وتسلطه على الدولة والمجتمع، هل هذه العوائد أضرّت إسرائيل أم أفادتها؟ في الغضون ثمة ألف ملاحظة على المعارضة، لكنها لا ينبغي ان تضعكم ضد حق السوريين وضد توقهم للحرية والكرامة والمواطنة والديمقراطية، فحقكم مثل حقهم، فالحرية لا تتجزأ والضحايا يتعاطفون مع الضحايا، ولا يجوز وضع حق مقابل حق، ولا قضية مقابل قضية، والقضايا العادلة لا يشترط عليها..
لا تنسوا ايضا أن اسرائيل تفعل المثل إذ تبرّر بطشها بالفلسطينيين بأنهم ارهابيين، أو غير مؤهلين للديمقراطية..والنظام تعلم منها، بقوله نفس الشي عن السوريين الذين ينشدون الحرية، فلا تكرروا انتم نفسن الاسطوانة المشروخة (دعونا من المعارضة ذلك أن فصائلكم واحزابكم الفلسطينية رايكم فيها ليس أحسن)..
لنأمل خيرا لشعبنا في فلسطين وسورية..الحرية لا تتجزأ..
(متل اليوم ٢٠١٨)