الانتقادات على الفيسبوك لحملة الاعتقالات على يد السلطة، لهامات وطنية ولمفكرين أعزاء لوطنهم ولشعبهم،  هي بمستوى جملة “عيب يا زلمة”. تلك الانتقادات ما زالت تؤمن بداخلها أنه “هو أحسن من غيره”, ويبدو أننا لم نذوّت بعد أننا أمام نظام قمعي، إندهاشنا لا يفي بالغرض امام تعسفه.

وربما هي تجربة مهمة تجعلنا ندرك أن علينا العودة  خطوة للوراء لكي نعترف بأن الانظمة القمعية ليس فقط لا تحرر شعوب وبلاد بل أنها تحتجزها كأملاكٍ خاصة من العتاد والعباد.

الانظمة القمعية جميعها، على اختلافها لا استثنى منها أحد ولا اجد في كلمة “مقاومة” اي تبرير لها، على اختلاف مفاهيم ووسائل المقاومة. ولا اجد في أضحوكة “دحر الامبريالية” اي تبرير ايضاً. انا اعني الانظمة القمعية في شرقنا كله، بالأمس البعيد والقريب جداً.

فمن لا يؤمن بأن الحقوق لا تتجزّء وان الحرية لا تتجزّء وان الكرامة لا تتجزء لا يعول عليه، حتى لو حصل على “انتصارات” مؤقتة.

المصيبة ان القمع في حالتنا هذه، إن نجح فهو لن يغلق الحناجر ضد السلطة فقط، بل سوف يغلقها ضد الاحتلال. فلا يمكن لحنجرة مغلقة بالقوة ان تصرخ… واعتقد بأن الكثير منا بات يُدرك او يشك بأن هذه هي الغاية، وما يحدث هو الوسيلة ! وهذا هو الأهم….

وكم من التعقيدات سوف نستحمل بعد….

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *