سلطة أوسلو نظام لحديّ بامتياز
نظام أوسلو، هو نظام لحديّ بامتياز ، واستعمال رموزه الرطانة الوطنية لا يغير هذه الحقيقة. هو بنيوياً نظام وشاية. هذا ليس حكماً أخلاقياً فحسب بل أيضا تشخيص موضوعي .
هو أيضا نظام قمعي وفاسد، وقدم صورة بشعة للخارج، عن الحالة الفلسطينية. لكنه نظام قوي، بجهازه القمعي وبالطبقة او الشرائح الاجتماعية التي يستند عليها، لأنه مسنودٌ من الخارج، ولهذا تواجه القوى المعارضة، والشعبية، صعوبة شديدة في ازاحته أو حتى إصلاحه.
ولكن حضور هذه المعارضة، رغم ضعفها ضروري، واستمرار حراكها يولد المراكمة والتقدم .
هناك معيار أو شرط لا بد من التعامل معه بجدية قصوى، حتى تستطيع هذه المعارضة ان تشكل بديلاً سياسياً اخلاقياً، حقيقيا، وهو أن تكون ديمقراطية بمواقفها وبممارستها، ما معناه ان تكون ضد القمع والتنكيل وقتل المعارضين وتعذيب السجناء، في كل مكان ، وخاصة في الدول التي تحكمها أنظمة قمعية ورجعية ومستبدة، سواء تلك التي تدور في الفلك الامريكي، او تلك التي ترطن ضد الامبريالية…
هكذا يجب ان تكون صورة حركة التحرر الفلسطينية المستقبلية…ونخبها التي ستكون بالضرورة من طلائع الجيل الشاب المتحرر من الازدواجية ..او الدوغمائية القاتلة …