سقوط نظام الأسد: بين الاخطار والفرص
إعلان المتمردين عن اسقاط نظام الأسد بعد 54 عاماً من الحكم يفتح فصلاً جديداً في التاريخ السوري. من المعقول افتراض أن تدخل سوريا في مرحلة انتقالية تتميز بعدم الاستقرار وبحدوث صراعات على السيطرة قد تنتهي بعدة سيناريوهات : سوريا مفككة لمناطق سيطرة بين أوساط قوة مختلفة تشهد صراعات مستمرة ؛ الاتفاق على إطار فيدرالي أو صعود سلطة جديدة في إطار سوري موحد. وكل واحد من السيناريوهين يشكل ضربة قاسية لمحور المقاومة الذي تقوده إيران، على الأقل في المدى المنظور.
نبع الانهيار السريع للأسد من غياب الدعم الفعال من جانب حلفائه في محور المقاومة : الجيش السوري الذي حظي بإعادة بناء بشكل مركز ، ظهر كضعيف وغير فاعل ، وروسيا التي قلصت وجودها وركزت على المنطقة الساحلية حيث تتواجد قواعدها العسكرية الموجودة، لم تنجح في توفير حماية كبيرة لنظام الأسد.
صحيح أن التطورات الأخيرة تجسد حالة من عدم الاستقرار وقد تؤدي إلى فترة طويلة من الفوضى والعنف في سوريا، الأمر الذي قد يشكل تحدياً أمنياً لإسرائيل . ومع ذلك فإن الوضع الحالي قد يخدم المصالح الإسرائيلية ويؤدي إلى إزاحة النفوذ الإيراني في سوريا ومنع قدرة حزب الله على إعادة تأهيل نفسه في لبنان . وبكلمات أخرى فإن سقوط الأسد قد يؤدي إلى عزل سوريا عن محور المقاومة وبالتالي تقويض مكانته ووظيفته بشكل أكبر وأكبر .
وعلى الرغم من الخوف من تعزز الأوساط المتطرفة قرب الحدود وغياب وجود “عنوان” واضح، فإن القدرات العسكرية للمتمردين، على مختلف الوانهم ، لا تقارن بقدرات إيران وحلفائها . وإلى جانب تزايد استعدادات إسرائيل لكبح التهديدات على حدودها الشمالية، فإنه من الصواب تعميق الحوار مع الأطراف المعنية في الساحة السورية – حكومية وغير حكومية – من أجل فهم أفضل لتوجهاتها وربما حتى التأثير على رسم مستقبل سوريا، وهذه المرة بشكل يفيد المصالح الإسرائيلية .
من منشورات معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي