ســكــران ســكــران والــعــصــفــوران


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

في غرفة 4 في سجن بئر السبع عام 1976، كان سكران محمود سكران مبتهجاً ومنشغلاً بعصفوريه اللذين اصطادهما بطريقة ما.

أصبح العصفوران أسيرين أليفين، يعيشان معنا، يطيران ويتجولان في غرفة السجن، لا يهربان حتى في حال فُتح الباب.

مقابل فرحنا وفرح سكران بالعصفورين، كان علينا أن نتحمل ذرقهما، وكنا نمزح باحتجاج خفيف : خُذْ أولادك يا سكران، لبِّسْهم كلسون…

لن يستطيع المرء فهم تعلق سكران بعصفوريه، إذا لم يفهم أن المناضل هو إنسان. والمناضل سكران(المقيم حالياً في برلين) هو إنسان له قصة. فحين دخل ضمن دورية فدائية من جنوب لبنان عام 1966 وأُسر من قبل العدو الصهيوني، كان عريساً لم يمض على زواجه سوى أشهر قليلة، وقضى في السجن 13 عاماً قبل أن يتحرر في صفقة تبادل الأسرى مع العدو في “عملية النورس” عام 1979.

استبدل سكران أطفاله الخياليين الذين لم يأتوا من زواجه، بهذين العصفورين، فكان يعاملهما كولديْن له، شكلا له تعويضاً عاطفياً ونفسياً.

في أحد الأيام، داس أسير، دون قصد، وهو يمشي في غرفة السجن، على أحد العصفورين فمات على الفور.

حزن سكران على عصفوره حزناً شديداً. حَزِنّا معه، لكن حزنه كان أشد.

بمزيج من الدعابة والحزن واسيْنا سكران وقدمنا له العزاء،كأب فقد ابنه:

ــ الله يرحمه، البقية بحياتك، هذه حال الدنيا يا سكران …

بعد ثلاثة أيام.. مات العصفور الثاني، قهراً وحزناً على رحيل رفيقه.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: عــدنــان جــابــر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *