لم نعد نتذكر الانتفاضة الشعبية الأولى لضعف ذاكرتنا ازاء تضحياتنا وبطولاتنا وانجازاتنا فهذه الانتفاضة التي استمرت6 اعوام 1987 ـ 1993 حمت مشروعنا الوطني بعد انتهاء المقاومة المسلحة في الخارج واستطاعت اثارة التناقضات في مجتمع الاسرائيليين وجلبت التعاطف الدولي مع قضيتنا اكثر من السابق وكشف اسرائيل على حقيقتها كدولة استعمارية وعنصرية ودينية ووحشية..
عبّرت هذه الانتفاضة عن روح المقاومة عند الفلسطينيين وعززت وحدتهم، وكانوا يتحركوا في فعالياتها كرجل واحد في مدن وقرى ومخيمات الضفة وعزة وقد تخلّل الانتفاضة عمليات مقاومة مسلحة ادت الى مصرع 183 عسكريا ومستوطنا..أيضا لاننس ان حماس تأسست في مطلع هذه الانتفاضة..
هذه محاولة لإنعاش الذاكرة وتأكيد مشروعية طرح الاسئلة مع مشروعية المقاومة بكل اشكالها وضمنها المقاومة المسلحة، وعلى اساس ان كل شكل، في كل ظرف، يخضع لاعتبارات معينة، لأن المقاومة خارج النقاش، اما الكلام عن شكل المقاومة في هذا الظرف او ذاك فهذا ماهو مطروح للنقاش.. علما أن لكل مقاومة ثمن وان اسرائيل المصطنعة والاستعمارية والعنصرية هي دولة اجرامية ووحشية وهي المسؤولة عن كل مايجري في فلسطيننا.
6 اعوام، استطاعت بحكم فعالياتها الشعبية تحييد سلاحي الطيران والصواريخ الاسرائيلية، مع تخللها عمليات مقاومة مسلحة..هذا على غاية الاهمية لحركة مقاومة شعبية ضد الاستعمار الذي يمتلك جيشا، وينسجم مع استراتيجية حرب الشعب طويلة الأمد، التي تفيد بتحاشي الاصطدام مع المستعمِر بنقاط قوته وتحييدها ما امكن، علماً ان لكل قدر من المقاومة ثمنه، وان العدو سيحاول استدراج حركة التحرر الى مربع الحرب الذي يمتلك ادواته ويتفوق به ويشكل غطاء له للبطش بالشعب المقاوم وتكبيده افدح الخسائر لكسر روح المقاومة عنده، وهذا ما يفعله الكيان الاسرائيلي الوحشي والاجرامي..
هكذ فإن مهمة القيادة اختيار اشكال المقاومة التي تقلل الخسائر في صفوف الشعب والتي تثير التناقضات في صفوف العدو، وتعوّض عن الخلل في ميزان القوى وتحقق افضل نتائج بأقل قدر من التضحيات، ما امكن لذلك سبيلا، فهذا ما يؤدي إلى الحفاظ على طاقة الشعب الكفاحية وديمومة المقاومة. طوال الاعوام الست استشهد حوالي 1600 من الفلسطينيين او 265 شهيدا في السنة، مقابل 183 اسرائيليا سقطوا بعمليات المقاومة المسلحة. هذا الكلام تأكيد على مسؤولية اسرائيل عن الحرب الاجرامية ضد غزة، وعلى حق الفلسطينيين بالمقاومة، وطرحه يفيد بضرورة التمعن بخياراتنا واشكال كفاحنا لاستمرار مقاومتنا بأصوب وافضل ما يمكن..تحية لأرواح الشهداء,,والله يحمي اهلنا في غزة وينصر المقاومة..
(متل اليوم ٢٠١٤ بعيد انتهاء الحرب الثالثة)
