
يملك من نعمة الصبر ما يجعله كريما مع شعب أيوب الذي يزوره رمضان كل عام كزيارة الأسرى ، ويمارس طقوسه تحت العلم الاسرائيلي الذي تحدّق نجمته السداسية بهلال رمضان الذي تختلف الأمّة على رؤيته كل عام .
رمضان الفلسطيني كريم ؛ يبحث عن الكرامة في بلاد أسيرة تمارس رمضانها بين حاجز ومستوطنة ، بين جرافة وشجرة زيتون ، بين الجدار العازل والخط الأخضر ، بين مخيم شاتيلا ومجد الكروم ، بين كعك القدس ومجندة اسرائيلية تشهر بندقيتها في باب العامود ، بين كنافة نابلسية ومناكفة سيارات الجيب العسكرية ، بين قبة الصخرة و القبة الحديدية ، بين صحن ” فتوش ” تعده فلسطينية في رام الله ليجمع شمل عائلة بين الوطن والشتات على مائدة الافطار ..
رمضان الفلسطيني حائر بين الأرض والسماء التي يطل عليها من القدس كل رمضان في صلاة التراويح من رحاب الأقصى التي تمن عليه بها ” التصاريح ” الإسرائيلية ليصلي في الأقصى ، وبين شعب الله المختار ، وشعب الله ” المحتار ” يملك رمضان الفلسطيني من نعمة الصبر ما يجعله يتحمل ان ” ينط ” عليه افيخاي ادرعي ليقدم له التهنئة بلسان “مطعوّج ” اجمل التبريكات بشهر رمضان ” الفديل .. “
رمضان الفلسطيني لا يبحث عن خيمة رمضانية في شعب أمضى عمره في المخيمات ، ويحاول بالقطايف ان يداوي غربته المرّة حين يزوره رمضان في بلاد الغرباء ، ويحلم ان تجمعه مائدة افطار في سخنين ، او سهرة رمضانية في حيفا ، او سحور لشعب ” المشحّرين ” على قطعة جبنة عكاوية مع بطيخ في أم الفحم ، ويفطر على حبة تمر في أريحا ، ويرفع رأسه الى السماء في القدس ويقول :
سبحان الذي أسرى بعبده ومازال عباده أسرى !