أثار معرض (فلسطين وياسر عرفات) الذي افتتحته  مؤسسة ياسر عرفات برعاية رئيس الوزراء، وضم عشرات الرسوم الكاريكاتيرية للشهيد عرفات، انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، على اعتبار ان اللوحات التي عرضت تنطوي على سخرية واستهزاء برمزية الراحل عرفات…هذا الاحتجاج دفع القائمين على المعرض إلى سحب بعض الرسومات التي اعتبرت مسيئة….

من وجهة نظري تمثل هذه الحادثة نموذج ومثال رمزي لكيفية تعاطي النخبة الحاكمة مع العامة….

هذه النخبة (ممثلة برئيس الوزراء الذي افتتح المعرض ولم يعترض على الرسومات) اعتبرت هذه الرسومات شكل من أشكال الفن المعبر الذي يستحق العرض على الجمهور….فيما نظر عامة الناس للرسومات كإهانة…وهذا يدفعنا للاستنتاج بوجود فجوة وتناقض ما بين النخبة والعامة….

فما نراه سخرية واستهزاء يرونه إبداع وفن.

ما نراه سقوط وخيانة يرونه واقعية ومرونة.

ما نراه فساد ولصوصية يرونه سوء تقدير أو بأحسن الأحوال سوء إدارة.

ما نراه استسلام وتخاذل وتبعية يرونه اشتباك وإنزال خلف خطوط العدو

ما نراه تبعية وذل يرونه خدمة للشعب وتوفير لاحتياجاته

ما نراه حالة من التيه السياسي يرونه مشروع وطني.

تكمن المفارقة في أن المؤسسة التي يفترض بها المحافظة على تراث الراحل عرفات هي المؤسسة التي تسيء له…تماماً كالسلطة الوطنية التي يتفرض بها أن تحافظ على الروح الوطنية والهوية الوطنية، لكنها بسلوكياتها وسياساتها تبدد الهوية الوطنية وتساعد على الكفر بالوطنية والعمل الوطني.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *