رسالة من غزة إلى يحيى السنوار…
سمعت جزءا من خطابك وقرأت تعليقات كثيرة عليه وانا اريد أن أرسل لك خطابا لعله يصل إليك، فربما اسمعك نبض الشارع وربما الصوت الآخر المعارض الذي لا يصل إليك.
عندما أعلنت عن الرقم 1111 في خطابك السابق توقع الجميع أن هذا الرقم هو عدد الأسرى الذي تنوي مبادلتهم بما عندكم من جنود إسرائيليين، خاصة الأسرى أصحاب المحكوميات العالية، فكل الأسرى وذويهم ينتظر صفقة احرار ثانية وينتظرون ويحلمون بهذا اليوم بفارغ الصبر، لتأتي تصريحاتك لتقتل كل أحلامهم وكل آمالهم بأن هذا الرقم هو عدد الصواررريخ التي ستنطلق من غزة في أول رشقة صاروخية، فلماذا جعلتهم وأهاليهم يحلمون وينتظرون ويمنون النفس بلقاء من يحبون، لماذا لم تفصح عن ذلك منذ البداية …
ثم اسمح لي أن أفند تصريحك هذا ..
من مبدأ أمني واستخبارتي ممنوع أن تكشف للعدو عن خطتك مهما كلف الأمر .. فكيف وقعت في هذا الخطأ للمرة الثانية فقد وقعت في نفس الخطأ في خطاب سابق عندما قلت إن حماس تملك سبعين ألف مقاتل ..
هذه التصريحات لا يمكن أن تصدر عن جندي مبتدئ فكيف تصدر عن امثالكم. إن تصريحاتكم هذه إما أن تكون صحيحة فتكون أنت أعطيت معلومات للعدو على الجاهز ليكون على أتم الاستعداد لكم … وإما أن تكون تبالغ فأنت عندها سمحت للعدو أن يحشد قوة أكثر تناسب العدد الذي ذكرت فيكون تنكيله بشعبنا اقسى واشرس … وهل ستسمح لكم دولة الاحتلال أن تطلقوا هذا العدد الهائل من الصواريخ دون أن ترد؟ ألم تسمع بالمنظومة التي اخترعتها عوضا عن القبة الحديدية والتي نسبة الخطأ فيها لا تذكر؟ وان تكلفتها لا تقارن بتكلفة القبة الحديدية؟
ثم صرحت أن هذه 1111 لأجل روح الشهيد ياسر عرفات، ولكننا تعلمنا على ايديكم أن ابو عمار خائن وجاسوس وأن أمه يهودية، ورأينا كيف داست عناصركم على صورته بأقدامهم في 2006، فمن نصدق؟ .. ما نسمعه منكم في خطاباتكم .. أم ما تعلمونه وتدرسونه لابنائكم في اسركم المغلقة، وجامعاتكم العريقة، وما تنضح به منشورات ابنائكم من شتتتم وتخوييين وسب على وسائل التواصل الاجتماعي؟
جاءت تصريحاتك بأنك لن تسمح لأحد بالاعتداء على القدس وان الحصار سينتهي وان غزة ستشهد انفراجة قريبة و… شعارات يا سيدي سمعناها على مدار سنوات طويلة ولا شيء على الأرض يحدث، تصريحات تأتي كل عام تدغدغ بها مشاعر السذج من أبناء شعبنا .. ولكنها حتما لا تنطلي على من يملك قليل من العقل، واحترام لذاته.
من قال لك يا سيدي أننا نريد حربا، من قال لك أننا مستعدون أن ندفع ثمن حرررب تجري على أرضنا بأمر من محور يدعي أنه محور المقاومة، كلنا يعلم المتغيرات الإقليمية التي تحدث، كل من هذه الدول تريد أن تثبت نفسها، ويقول ها أنا هنا على حساب غزة وأهلها، إيران على مدار تاريخ بأكمله تهدد بإزالة إسرائيل ولم تطلق يوما صاروخا واحدا عليها، لا نسمع منها سوى جعجعات فارغة.
يا سيدي إذا فرضت علينا الحرب سنلتحم حول المقاومة كما في كل مرة، ولن نخرج عن الصف الوطني كما في كل مرة، ولكن لن نقبل أن تنظر علينا قياداتكم في الخارج، وتهدد العدو بأننا سنخوض الحرب، وهم وأبنائهم يتمتعون بحياة لم يحلموا بها يوما في غزة، او أن تختبؤوا تحت الأرض والشعب الأعزل يقتل ويشرد وتهدم اماكن سكناه لتنتهي الحرب فيتوسل الشعب مسكنه وملبسه ومطعمه من موائد اللئام.
سيدي الأسيرر المحرر يحيى السنوار .. يكفينا أربعة حروب لم تجلب لنا سوى مزيدا من الشهداء والدمار والحصار .. وانظر إلى شعبك، وانزل إلى الشارع، وانظر بنفسك ماذا حل به، واترك حاشيتك وما توصله لك من رسائل لا تمت للواقع بصلة … ولا تعدنا بشيء انت غير قادر على تنفيذه، فقد قلت لنا يوما انك ستكسر عنق كل من يقف في وجه المصالحة، وسمعت بأذني من وزير سابق موجها خطابه لي انا، أنهم أرسلوا إليك من يقول لك أنهم سيكسرون عنقك إن تكلمت .. ولم نسمع بعدها لك صوتا ولا حسا.
اذا كنتم تريدون لهذا الشعب البقاء والاستمرار دعونا ننزل إلى الشارع ونجبركم جميعا على إجراء الانتخابات، ضخوا دماء جديدة في احزابكم وفصائلكم تؤمن بهذا الوطن، ففلسطين ولادة بالاحرار، وهي قادرة على اتخاذ القرار والانفراد به دون املاءات من الخارج، وارحام الفلسطينيات ليست عاقرة أن تنجب الابطال. والسلام …