رحل صاحب مغناة جفرا…وبالأخضر كفنّاه…رحل عز الدين المناصرة كأنه ينشد:

للأشجار العاشقةِ أُغنّي.
للأرصفةِ الصلبةِ، للحبِّ أغنّي.
للسيّدةِ الحاملةِ الأسرار، رموزاً ﻓﻲ سلَّة تينْ
تركضُ عبرَ الجسرِ الممنوعِ علينا،
تحملُ أشواقَ المنفيينْ
لفلسطينَ أُغنّي.
لرفاقٍ ﻟﻲ ﻓﻲ السجنِ، أُغنّي
لرفاقٍ ﻟﻲ ﻓﻲ القبرِ، أُغنّي
جفرا أُمّي إنْ غابتْ أُمّي
جفرا، الوطنُ المَسْبيّْ
الزهرةُ، والطلْقةُ، والعاصفةُ الحمراءْ
جفرا – إنْ ﻟﻢ يعرفْ، مَنْ ﻟﻢ يعرفْ
غابةُ بلّوطٍ ورفيفُ حمامٍ… وقصائدُ للفقراءْ
جفرا – من ﻟﻢ يعشق جفرا
فليدفنْ هذا الرأسَ الأخضرَ ﻓﻲ الرَمْضاءْ
أوْ تحتَ السورْ
أرخيتُ سهامي،
قلتُ: سمائي واسعةٌ والقاتلُ محصورْ
منْ ﻟﻢ يخلع عينَ الغولِ الأصفرِ…
تبلعُهُ الصحراءْ.
– مَنْ يشربْ قهوتهُ ﻓﻲ الفجر، وينسى جفرا
فَلْيدفنْ رأسَهْ
مَنْ يأكلْ كِسْرتَهُ الساخنةَ البيضاءْ
مَنْ يلتهمُ الأصدافَ البحريةَ ﻓﻲ المطعمِ،
ينهشُها كالذئبْ
من يأوي لِفراشِ حبيبتهِ، حتى ينسى الجَفْرا
فليشنقْ نفَسَهْ.
جفرا ظلَّت تبكي ﻓﻲ الكرملِ،
ظلَّتْ تركضُ ﻓﻲ بيروتْ
وأبو الليلِ الأخضرِ، من أجلكِ يا جفرا
يقذفُ من قهرٍ طلقته… ويموتْ.!!!

عز الدين المناصرة (11أبريل- 1946م- 5 أبريل 2021 م)، شاعر وناقد ومفكر وأكاديمي فلسطيني من مواليد بلدة بني نعيم في محافظة الخليل-فلسطين. حائز على عدة جوائز كأديب وكأكاديمي. وهو من شعراء المقاومة الفلسطينية منذ اواخر الستينيات حيث اقترن اسمه بالمقاومة المسلحة والثقافية وبشعراء مثل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، أو كما يطلق عليهم مجتمعين “الأربعة الكبار في الشعر الفلسطيني”. حيث غنى قصائده مارسيل خليفة وغيره واشتهرت قصيدتيه “جفرا” و”بالاخضر كفناه”. ساهم في تطور الشعر العربي الحديث وتطوير منهجيات النقد الثقافي. وصفه إحسان عباس كأحد رواد الحركة الشعرية الحديثةحصل على شهادة (الليسانس) في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1968 حيث بدأ مسيرته الشعرية، ومن ثم انتقل إلى الأردن وعمل كمدير للبرامج الثقافية في الإذاعة الأردنية في العام 1970 وحتى 1973. اسس في نفس الفترة رابطة الكتاب الأردنيين مع ثلة من المفكرين والكتاب الأردنيين. انخرط المناصرة في صفوف الثورة الفلسطينية بعد انتقالها إلى بيروت، حيث تطوع في صفوف المقاومة العسكرية بالتوازي مع عمله في المجال الثقافي الفلسطيني والمقاومة الثقافية كمستقل، وأيضاً ضمن مؤسسات الثورة كمحرر ثقافي لمجلة “فلسطين الثورة” الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية وكمدير تحرير ل”جريدة المعركة” (الصادرة اثناء حصار بيروت) بالإضافة إلى عمله كسكرتير تحرير “مجلة شؤون فلسطينية” التابعة لمركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت. تم انتخابه كعضو للقيادة العسكرية للقوات الفلسطينية – اللبنانية المشتركة في منطقة جنوب بيروت إبان بدايات الحرب الاهلية اللبنانية عام 1976. تم تكليفه من قبل ياسر عرفات ليدير مدرسة أبناء وبنات مخيم تل الزعتر بعد تهجير من تبقى من أهالي المخيم إلى قرية الدامور اللبنانية.أكمل دراساته العليا لاحقاً، وحصل على (شهادة التخصص) في الأدب البلغاري الحديث، ودرجة الدكتوراه في النقد الحديث والأدب المقارن في جامعة صوفيا عام 1981. بعد عودته إلى بيروت عام 1982 شارك في صفوف المقاومة من جديد اثناء حصار بيروت، واشرف على إصدار جريدة المعركة إلى أن غادر بيروت ضمن صفوف الفدائيين كجزء من صفقة إنهاء الحصار.

تنقل المناصرة بين عدة بلدان قبل أن تحط به الرحال في الجزائر عام 1983، حيث عمل كأستاذ للأدب في جامعة قسنطينة ثم جامعة تلمسان. انتقل في مطلع التسعينيات إلى الأردن حيث أسس قسم اللغة العربية في جامعة القدس المفتوحة (قبل أن ينتقل مقرها إلى فلسطين) وبعدها صار مديرا لكلية العلوم التربوية التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وجامعة فيلادلفيا حيث حصل على رتبة الأستاذية (بروفيسور) عام 2005.[6] حصل على عدة جوائز في الأدب من ضمنها: جائزة الدولة الأردنية التقديرية في حقل الشعر عام 1995، وجائزة القدس عام 2011.

دواوينه:

  1. يا عنب الخليل، القاهرة – بيروت، 1968.
  2. الخروج من البحر الميت، بيروت، 1969.
  3. مذكرات البحر الميت، بيروت، 1969.
  4. قمر جَرَشْ كان حزيناً، بيروت، 1974.
  5. بالأخضر كفّناه، بيروت، 1976.
  6. جفرا، بيروت، 1981.
  7. كنعانياذا، بيروت، 1981.
  8. حيزية عاشقة من رذاذ الواحات -عمّان، 1990.
  9. رعويّات كنعانية، قبرص، 1992.
  10. لا أثق بطائر الوقواق،- رام الله، 2000.
  11. لا سقف للسماء،- عمَّان، 2009.
  12. يتوهج كنعان، (مختارات شعرية)، دار ورد، عمّان، 2008.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *