رحل خالد حبيب وبقيت حكايته…
سوف أحدثكم عن صديقي الطيب الحنون خالد حبيب
جمعتني الحياة بقصصٍ كثيرة مع خالد حبيب منذ كنت شاباً صغيراً، كان آخرها حكايته مع مشروع حكايات من الأجداد والجدات للأحفاد في زمن الحجر الصحي، والتي أفردت لها مشهد درامي في سيناريو الفيلم الوثائقي الذي انتهيت من كتابته، ولكن ماذا نفعل رحل خالد قبل أن نبدأ تصوير الفيلم بسبب روتين الحصول على موازنة. ولكن سيظل خالد ذو مكانة كبيرة في قلبي وذاكرتي، وركن أساسي في هذا الفيلم الذي سوف أصوره حتى لو كان ذلك بكاميرا الهاتف المحمول وبدون موازنة.
خالد يعشق أحفاده فؤاد ولولو، وأنا أعرف مدى تعلقه بهم خاصة فؤاد. جائحة كورونا باعدت بين خالد وأحفاده، وعندما أطلقت مشروع حكايات الأجداد والجدات اتصلت بخالد وطلبت منه أن يسجل حكاية لأحفاده، لننشرها على صفحات معرض الكتاب العربي مع باقي الحكايات، وافق خالد على مضض إذ لم يقتنع بأن الهاتف المحمول هو فؤاد وأنه يحدثه، وكان قد مضى عدة أشهر لم يلتقي به ويلاعبه بسبب الحجر الصحي، كانا أكثر من صديقين فؤاد كان يعتبر جده خالد لعبته المفضلة، وخالد كان يشعر بالسعادة لذلك. مضى أسبوع وأكثر وأنا انتظر حكاية خالد، ثم اتصلت به مجدداً، حدثني وهو يبكي انه حاول مراراً أن يسجل الحكاية، ولكنه لم يستطع إذ كان يغلبه الحنين والدموع، فيرمي الموبايل جانباً ويتوقف، شجعته وقلت له إن فؤاد سوف يسعد بحكايتك، وبعد نقاش طويل قال سوف أحاول مجدداً، وبالفعل نجح خالد في النهاية وأرسل الحكاية. بالفعل فرح فؤاد بالحكاية وعلمت من والديه أنه كل يومٍ في المساء يشاهد فؤاد الحكاية وينام. ومن ثم أخبرني خالد أنه سوف يسجل حكايات جديدة ويرسلها لفؤاد. في السيناريو افترضت أن كورونا تراجعت وكان يجب أن أصور خالد في حديقة عامة وهو يلعب مع فؤاد وهو يحافظ على التباعد. كنت أنتظر أن أرى خالد يعانق فؤاد. ولكن رحل خالد رحل خالد صاحب القلب الطيب والحنون. هذا يكفي لن أحدثكم أكثر لن أحدثكم عن التاريخ الكفاحي الذي جمعني مع خالد. وداعاً يا خالد وداعاً يا أبو عمر. كنت قد أوصيت عمر عندما كان خالد في غيبوبة بالمشفى أن يبلغه سلامي ويقول له أنني أرجوه أن يستيقظ لأنني أنتظره ولأننا نريد أن نستكمل الحكاية. أبلغني عمر أن رسالتي وصلت لخالد. ولكن القدر كان أقوى منا جميعاً وخطف خالد من وسط الحكاية.