
لا أحد مثل راسم المدهون يشهر في وجهنا لهفته المزمنة بالعودة إلى بلاده .
وراسم المدهون المقيم في دمشق الذي فشلت كل محاولاته لزيارة بلاده ، وبقي في برد الشام يروض حنينه بين قاسيون والكرمل لفلسطين مشتهاة يعود إليها راسم ولو بزيارة .
عاد راسم إلى حيفا على يد صالح عباسي في مجموعة شعرية صدرت من مكتبة ” كل شيء ” في حيفا في مثل هذه الأيام قبل عامين .
” نامي لأحلم ” مجموعة راسم الشعرية التي عادت إلى حيفا في عودة الشعر بغياب الشاعر .. وحين تغفو اللهفة تنهض الأحلام تتجول في وادي النسناس في حيفا بين الكرمل والبحر حين يقرر صديقنا صالح عباسي أن يأخذ حلم راسم إلى مطعم فتوش وفلافل نجلا ويطلّ على بهاء حيفا من فوق حديقة البهائيين .
راسم المدهون صديق منافي مزمن تشاركت معه رحلة نصف العمر تقريبا من بيروت إلى قبرص و لي معه ذكريات الجزيرة القبرصية يوم كانت عاصمة الاعلام الفلسطيني بعد رحيلنا عن بيروت ، وأعاد لي ذاك المساء القبرصي ، كنت يومها أجلس مع راسم في مقهى بحري على كتف ” ليماسول “المدينة السياحية القبرصية .. حين حدّق راسم بالبحر .. وسألني : كم تبعد حيفا عنا ؟
لم نكن نعرف صالح عباسي وقتها ، ولم أكن أدري ان صالح عباسي نصفنا الباقي في حيفا سيجيب عن سؤال راسم بعد ثلاثين عاما من قبرص ويعيد راسم إلى حيفا .
عاد راسم شعرا إلى حيفا في لهفة الفلسطينيين التي تتفوق على الشعر .

