له  شعب .. يملك من الصبر ما يؤهله لدخول موسوعة ” غينتس ” .. ولديه من الخيبات ما ” يطيّن عيشة ” المتفائلين ، وله من التشرد ما يكفي لبعثرة هذا العالم ، وله من المنافي ما يكفي لشعوب من اللاجئين ..

آخر شعب في الدنيا نسيه العالم الحر تحت الاحتلال ، وعلّق له علما بلا دولة في باحة الأمم المتحدة ، وكرسيا لعضو مراقب يراقب بقنوط الأنبياء الأمم التي ” تدلّع دولها أمام شقاء مخيماته  ، ودموع رياض منصور أمام ” فيتو ” نيكي هيلي ، وقسوة تمثال الحرية في نيويورك على تمثال نيلسون مانديلا في رام الله ..

شعب أيوب .. له من الوطن بين مستشفى الولادة ومقبرة الشهداء ما يكفي لتلطيخ وجه هذا العالم بالدم .. وفي بلاده من شوك الصبّار ما يكفي لنخز هذا الضمير الانساني الذي هو دوما ضمير الغائب ..

شعب أيوب له من نعمة الصبر ما يكفي زهد ” بهمش ” لقوم ” بديش ” ، وطول انتظار قوم ” اسّا ” في الجليل لعودة الغائبين من مخيمات الشتات .. وله من الوطن خارطة من ذهب لفلسطين كاملة تقلع عين أوسلو وحل الدولتين ..

شعب أيوب له من صقيع الغربة وجع المفاصل ، وله من دفء الوطن وجع الفصائل بين رام االله وغزة تختلف على فلسطين وتتفق على الصراف الآلي ..

شعب أيوب له رئيس بلا دولة ، وحكومة بلا وزير دفاع فيها وزير أسرى .. ووطن صابر بين أسير وسفير ، بين مخيم و مستوطنة .. بين جرافة وشجرة زيتون .. بين الجدار العازل والخط الأخضر.. بين مخيم اليرموك وحاجز قلنديا ..

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *