رأي..على هامش بيان الأمس…
قضيتنا عادلة، والعالم ظالم، ومتنكّر، ولديه معايير مزدوجة، هذا صحيح لكن الشكوى لا تصنع فرقا للأسف، طالما أننا لا نعرف أو لا نجيد وضع قضيتنا في قلب الضمير العالمي، وطالما أن القيادة لدينا شوشت بانزياحها عن روايتنا الوطنية المؤسسة، النكبة 1948، إلى رواية الاحتلال 1967، لكونها أضحت سلطة، وطالما أن لدينا فصائل متخلفة أكل الدهر عليها وشرب ولا يهمها سوى بقائها، رغم أنها تعيش على عوائد “الدول المانحة”وبتعمل حالها مالها خبر، وطالما أن القيادة الفلسطينية لا تطرح قضيتنا كقضية حرية وعدالة وكرامة، وحق تقرير المصير؟…
ماذا ينفع مع كل ذلك إذا ان اعتبر أن قضيتي أعدل قضية في العالم، أو لا مثيل لها أو انها استثناء؟ ماذا ينفع لقضيتنا إن كانت خطاباتنا متعصّبة، ومغلقة، وأنانية؟ أو حين تقف قياداتنا في الطرف المعادي لقيم الحرية والعدالة والكرامة وحق تقرير المصير في العالم، بمحاباتها أنظمة الاستبداد، والتنكر لقضايا المجتمعات العربية أو غير العربية، وضمن ذلك مأساة السوريين والفلسطينيين السوريين؟ كيف سيتقبل العالم أن قضيتنا عادلة إن لم نؤكد وقوفنا مع العدالة في كل مكان كقيمة انسانية لا يشترط عليها.. لا يعني ذلك مطالبة أحد بمحاربة اي احد، فنحن في الواقع يادوب نستطيع الدفاع عن انفسنا، لكن ذلك يعني أن لا نكون في صف الطرف الظالم، وأن تكون خطاباتنا متساوقة مع قيم الحرية والكرامة والعدالة، سيما خطابات مثقفينا، الذين يفترض انهم أحرار من أي سلطة، بل ويحرصون على نقد السلطات، دفاعا عن الحقيقة والعدالة كما قال ادوارد سعيد…
(ملاحظة راجعوا بيان ملتقى فلسطين (صدر امس وهو على صفحتي وفي موقع ملتقى فلسطين تعرفون ما أقصد، فالبيان يؤكد على اعتبار اسرائيل كدولة استعمارية واستيطانية وعنصرية منذ نشأت من 48 ويؤكد على ان قضيتنا هي قضية حرية وكرامة وعدالة)