ذكـــرى مـــيـــلاد غـــســـان كـــنـــفـــانـــي

على هدير بحر عكا وُلد غسان كنفاني في 9 نيسان أبريل 1936، وفي انفجار سيارته في الحازمية في بيروت في 8 تموز يوليو 1972 كتب شهادته بدمه.

يا الله.. عاش 36 سنة فقط!

ترك لنا إرثاً عظيماً، روايات.. وقصصاً.. ومسرحيات.. وكتابات سياسية.. ودراسات.. ورسومات وتخطيطات مدهشة منها تخطيطه الشهير لكلمة “فلسطين”.

في تقديمه لأحد مجلدات أعماله الكاملة، كتب محمود درويش عن غسان كنفاني:

“غزال يبشر بزلزال”

يمكن القول أن غسان كنفاني ومحمود درويش يشتركان في صفة مشتركة: كل منهما كان مرآة لقضية شعبه.

غسان موهبة عبقرية. انقصف عمره مبكراً. كان يعطي لنفسه حقنة الأنسولين، يسرق ساعات من حساب نومه كي يكتب ويبدع، كان في سباق مع الزمن.

أعتبر نفسي من السعداء، لأن تراث غسان هو أحد مصادر تغذيتي الأدبية والقيمية. عندما استشهد عام 1972 كنت في سجن بيت ليد، وبعد إبعادي من سجن بئر السبع عام 1976 قرأت أعماله الكاملة وأنا أتلقى العلاج في مستشفيات رومانيا. وبعد عودتي من العلاج كنت أذهب إلى مقبرة الشهداء في شاتيلا أحمل قرنفلتين حمراوين، أضع واحدة على قبر غسان كنفاني، والثانية على قبر محمد أمين أحمد حسنين من قلقيلية زميلي في سجن الخليل عام 1974الذي استشهد عام 1976 في جبال صنين في لبنان.

في بيروت ودمشق وعمان كتبتُ وحاضرتُ عن غسان كنفاني. أعتبر نفسي تلميذاً صغيراً لهذا المبدع الكبير الجميل.. العميق.. البعيد.

في تشردي وتنقلي بين المنافي، وعندما قامت مخابرات دولة شقيقة باضطهادي في عملي ولقمة عيشي وجواز سفري وقامت بترحيلي، كان في عقلي بعض من أقوال غسان:

ـ “إن الإنسان هو في نهاية الأمر قضية”

– “إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة”

غسان جعلني أؤمن بأن الإنسان قد يخسر أشياء كثيرة، لكن عليه ألا يخسر نفسه، وأن من يبيع نفسه مرة، يمكن أن يبيعها مرة ثانية، وثالثة…

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *