ذكرى اغتيال العائد إلي حيفا
الأفكار .. الثقافة .. هي من تعمر وتبني الأجيال .. هي التي تبقى وتخلد في الذاكرة والتاريخ .. الأجساد ترحل .. ويبقي الإرث الفكري والثقافي .. منارة تضيئ درب الأجيال .. !! فكيف عندما يكون الحديث عن فكر وتراث غسان كنفاني .. كأنه كان يشعر بأنه لن يعمر طويلا في هذه الحياة فحاول قدر الإمكان في سنوات قليلة ان يترك لنا إرثاً كبيرا تتناقله الأجيال .. جيلا بعد جيل . عشقنا ام سعد في رواية السيدة ام سعد وسعيد وصفية وخلدون في العائد الي حيفا وارض البرتقال الحزين وحزنا على أبوقيس واسعد ومروان في رجال في الشمس الذين كان في استطاعتهم النجاة لو طرقوا جدران الخزان ..!! فاستحق غسان لقب اسطورة العشق الفلسطيني .. شـهــيد الرواية .. صاحب الأدب المقااااوم ..
يصف محمود درويش فكر غسان كنفاني قائلا: لدى قراءة كنفاني اليوم نكتشف، أولا ودائما، أنه في عمق وعيه كان يدرك أن الثقافة أصل من عدة أصول للسياسة، وأنه ما من مشروع سياسي دون مشروع ثقافي. لعل المسعى الأهم لبحوث كنفاني الأدبية هو ذلك المتمثل في ترسيخ أسس ولادة الفلسطيني الجديد، لجهة التأني عن الإنسان المجرد والفلسطيني المجرد والاقتراب من الإنسان الفلسطيني الذي يعي أسباب نكبته ويدرك أحوال العالم العربي ويعرف أكثر ماهية الصهيوني الذي يواجهه. وهذه المهمة لا تستطيع أن تقوم بها إلا ثقافة في مفهومها النقدي، المتجاوز لما هو سائد، الذي يقطع مع القيم البالية..
ذكرى اغتيال العائد إلي حيفا .. الاديب المــناضـل غسان كنفاني .. الثامن من يوليو 1972 ..