سأعترف  لأعرافها  الحمراء : أني  منذ  أكثر  من ثلاثين  عاما  في منفاي السويدي  الأشقر،  لم أسمع صياح  ديك في صباحات السويد الرمادية ..

ثلاثون  عاما  وصباحي ” منزوع  الديك ” ، فقط  عنين  النوارس  وهي  تستعرض  أجنحتها  فوق  سفن  الموانئ   الجليدية  ، ونعيق  غراب  لم يجد  في  كل  السويد  الا  شبّاك  ” مشحر ”  فلسطيني  يقف على  زجاجه  كل  صباح  مستعرضا  سواده  ” الناصع ” ..

وبعد هذا  الانقطاع  الطويل  عن الديك .. زرت  فلسطين  ، وصحوت في  صباح  الناصرة  على  جوقة  من ديوك الجليل  قامت  بالواجب وزيادة  ، لدرجة  أن  أحفادي  نهضوا  من نومهم  مدهوشين  ويسألوني  : شو هذا  اللي عم يصرخ ؟

شهر كامل  في فلسطين  كنت أصحو  على صباح يشرق  من حناجر ديوك البلاد بفصاحة  فلسطينية  تبذل مافي  وسعها  لإزالة  ركاكة  عبرية  عابرة  ترطن  في  صباحها ..

لي من الديوك في فلسطين ما يزيل  عن  غربتي  غراب  شباكي  في السويد  ، أعترف  لأعرافها الحمراء  هذا الصباح  :

  تعودت  ان  أشرب  قهوتي  كل  صباح  مع  ديكين .. ديك  في  الناصرة ،  وديك  في  الرينة ..  طبعا بما  أنني كنت  أقيم  في  الناصرة  كان ديك  الناصرة  أعلى  من  صوت  ديك  الرينة  المجاورة  لها .. مش هون  المشكلة ..

المشكلة  مع  ديك ثالث  في  كفر  كنا  ، كنت أسمع صوته حتى  وأنا  في  رام  الله  ..

أيضا  مش  هون المشكلة ..

المشكلة .. أن أشرب   قهوتي  هذا الصباح  في  السويد ..وأنا  أسمع  صوت  الديوك  الثلاثة  .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *