دولة “سموتريتش”: الضفة الغربية بعد غزة

في مطلع عام 2025، نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” تقريراً بعنوان “اكتمل بناء أركان دولة سموتريتش في الضفة الغربية”. استعرض التقرير العديد من الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية لتعميق وتوسيع الاستيطان. “كان من أبرز هذه الإجراءات استحداث إدارة خاصة ومستقلة في الإدارة المدنية للمستوطنات تحت إشراف بتسلئيل سموتريتش، بهدف تسريع عملية البناء في المستوطنات وتحويل بعضها إلى مدن استيطانية. بدأت إدارة سموتريتش تنفيذ إجراءات أكثر مرونة وفعالية لتطوير المستوطنات، متجاوزة ما يسمى بالعقبات البيروقراطية.
ترافق ذلك مع تغييرات عميقة أدخلتها الحكومة في يونيو 2023. إذ ألغت الحكومة الشرط الخاص بموافقة وزير الدفاع في كل مرحلة من مراحل التقدم في خطط الاستيطان، وتجاوزت اجتماع ما يسمى المجلس الأعلى للتخطيط أربع مرات في السنة، بعقد اجتماعاته أسبوعياً للموافقة على الترويج لمئات من الوحدات السكنية في كل اجتماع. مما تبع ذلك من تبني حكومة الاحتلال لمطالب المستوطنين بشأن “حسم معركة السيطرة الكاملة على المنطقة (ج)”، ومعاملتها كما لو كانت أرضًا إسرائيلية وليست أرضًا محتلة. وبدأ قادة المستوطنين التخطيط لتهجير الفلسطينيين من خلال التوسع المتسارع لإنشاء بؤر استيطانية ومزارع رعوية في المنطقة المصنفة (ج) والتوغل نحو المنطقة (ب).
في الواقع، بدأ التوسع في إقامة هذه المزارع العام الماضي، حيث تم تجاوز عدد جديدها السبعة، خمس منها أقيمت في المنطقة (ب) بجنوب وشرق مستوطنات تقوع، ونوكديم، ومعاليه آموس، وأسفار. جاء ذلك بعد أن قام المستوطنون بتعبيد الطرق وبناء مراكز مراقبة وبدء إقامة عدد من البؤر الاستيطانية، كما حدث مع كومي أوري بالقرب من يتسهار جنوب نابلس، ومعاليه رحبعام شرق بيت لحم، وحفات جلعاد غرب نابلس وغيرها. وقد ترافق ذلك مع قيام الإدارة المدنية بهدم المزيد من مباني المواطنين الفلسطينيين”.(أمد)
في هذا السياق، عرض نتنياهو مؤخراً على كل من سموتريتش وبن غفير مخططًا لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية مقابل عدم الانسحاب من الحكومة والموافقة على اتفاق وقف الحرب وصفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
بالمقابل، وعلى إثر هذا التوسع والتغول الاستيطاني وفي ظل الحرب على غزة، تعاظمت المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، من حيث التنظيم والعدة والعتاد، وانتقلت من مرحلة المواجهة المدنية إلى بناء ألوية عسكرية تعتمد حرب العصابات، بمرونة عالية أثبتت كفاءتها في حرب غزة. ومن بين الألوية الشهيرة كتيبة جنين.
لمواجهة هذا النهوض المقاوم، ولتثبيت واقع الاستيطان في ظل استراتيجية حسم الصراع، اقترح مؤخراً رئيس الشاباك، رونين بار، تنفيذ عملية عسكرية استباقية واسعة في الضفة الغربية حيث قال: “يجب علينا التعلم مما حدث في السابع من أكتوبر، وعليه يجب منع تعاظم قوة الإرهاب في الضفة. لذلك يجب على إسرائيل القيام بعملية عسكرية استباقية واسعة تغير الواقع. يجب علينا القضاء على ظاهرة الألوية العسكرية التي تطور عملها من إلقاء قنابل “المولتوف” إلى إطلاق الرصاص، وصولاً إلى زرع المتفجرات”.
خلاصة القول:
لتمضي إسرائيل في زرع الضفة الغربية بالمستوطنات وتعميق سياسة القضم والعزل والضم في سياق استراتيجية حسم الصراع، يجب عليها القضاء على خلايا وكتائب المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية بحسب توصية رئيس الشاباك، رونين بار. يعني الضفة الغربية ستأخذ الدور بعد غزة.