درس من المقاطعة الفرنسية


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

درس من المقاطعة الفرنسية: مقاطعة عالمية للبضائع الامريكية … من اجل فلسطين

مشروع للعمل الشعبي المُناصر لفلسطين والمعادي للاستبداد

فلسطين والفلسطينيون والعرب لا يواجهون عدوا عاديا، ولا استعماراً تقليديا – إسرائيل. بل قد واجهوا وما زالوا يواجهون دولا عظمى هي الامتداد والداعم العضوي للمشروع الصهيوني منذ نشوئه. أمريكا اليوم هي الحاضنة الأهم والأقوى والأشرس والأوقح لهذه المشروع وللإستبداد العربي الحليف الطبيعي للصهيونية. كل مقاربة للصراع ُتشير الى امريكا وكل باحث رصين يدرك ان نصف المعركة فقط على ارض فلسطين ونصفها الآخر ان لم يكن أكثر هي مع أمريكا والغرب. لكن أين نحن الآن من قوة أمريكا عسكريا واقتصاديا واعلاميا وفي كل المجالات؟

طرحتُ عدة مرات في ندوات ومحاضرات مختلفة ان احدى الاستراتيجيات التي لم نلجأ اليها بالشكل المطلوب ولا بالفاعلية الحقيقية هي استراتيجية المقاطعة التجارية. حملة المقاطعة العارمة للمنتجات الفرنسية مهمة ومليئة بالدروس، وتشير الى الطاقات الهائلة التي بالإمكان تشغيلها وتثويرها. بغض النظر عن تفاصيل كثيرة هنا وهناك، المهم في المسألة هو إمكانية انخراط الشعوب في الفعل الحقيقي وتفكيك التكلس الذي حل بها.

هناك ما يقرب من ملياري مسلم في العالم، غير مئات الملايين من المؤيدين لفلسطين من كل اديان ودول العالم. لنتخيل قيام استراتيجية طويلة المدى تستهدف حشدهم لمقاطعة البضائع الامريكية، ثم كل ما هو امريكي، بسبب الموقف من فلسطين والتحالف مع الاستبداد العربي والتأييد الاعمى لإسرائيل. وحيث تنخرط في هذه الحملة كل القوى المناصرة لفلسطين العربية والإسلامية والعالمية. لو تخيلنا ان حملة كهذه قامت ونجحت، وبرغم شبه انعدام الخيارات الأخرى، فإن كل اتجاه السياسة الامريكية سوف يتم قلبه – ليس تهويما في الخيال، بل استئناساً بقدرات الشعوب كما نراها الآن وتلهث خلفها الأنظمة حتى لا تخسر شرعيتها. نعم بالإمكان تركيع أمريكا عن بعد وعبر العمل الشعبي الذي يتغزل به الجميع.

لنبدأ هذه الحملة الآن حتى لو انطلقت بداية مع عشرات ومئات فقط، ولتأخذ عدة سنوات حتى تنتشر وتصبح ذات فعالية، الى ان يتحول شراء اي منتج امريكي الى عار. هذه استراتيجية طويلة المدى ينخرط فيها كل فرد وبمسؤولية ذاتية وفردية ولا ينتظر تعليمات من آخرين، ولا يلقي باللوم على قيادات ودول ومنظمات عاجزة عن الفعل. انا شخصيا وعائليا امارس هذه المقاطعة منذ سنوات، فهناك بدائل عديدة لكل المنتجات الامريكية، واذا كان هناك منتج امريكي الى جانب آخر غير امريكي فإن يدي تذهب تلقائيا ومن دون تفكير لما هو غير امريكي.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *