دبكة

لعلها فذلكة الصدفة التي جعلت دبكة على وزن ” نكبة ” .. أو ربما ما ضاع تحت أقدام الفلسطينيين من أرض لدبكة لم تمهلها نكبة لتدقّ أقدامها على أرض بلادها .. تجعلني أغرق في ” الصفنة ” الفلسطينية كلما تفرجت على دبكة فلسطينية في أي مكان في العالم .
وبين دبكة و نكبة .. كنت دوما أمارس هذه ” المرجلة ” الفلسفية في أرجل الفلسطينيين ، وهي تدقّ الأرض التي لطشتها نكبة لئيمة من تحت أقدام دبكتهم .. ولم تنج راقصة فلامنكو اسبانية من بقايا جواري أجدادي الأمويين في الأندلس الضائعة من هذه الفلسفة ؛ وأنا أحدّق بكعبها العالي يدقّ الأرض بحثا عن أندلس سحبتها إسبانيا من تحت زنار صقر قريش ، وتركتها كرة قدم طليقة في ملاعب برشلونة .
وحتى حفيدي لم يسلم من فذلكتي وهو حين يلحّ على طلب ما فهو ” يخبط ” الأرض برجله لعل رجله تلبي ما يريد ..
لماذا يدبك الفلسطينيون ؟
هو السؤال الذي ” يدبك ” في رأسي كلما تفرجت على أحفاد ” ابو الزلف ” وهم يدبكون بالغربة رغم وصايا ” زريف الطول ” بـ بلادك احسنلك ” ..
لنا من الدبكة ما يكفي لندوس في بطن نكبة بنت كلب جعلت ” زريف الطول ” يدقّ أقدام دبكة فلسطينية في السويد على أنغام ” وين ع رام الله ” التي تتفرج على شتاته من شرفة ” مطعم دارنا ” ولا تصل الى دارنا في يافا ‘ التي يدبك فيها أيضا فلسطينيون وفلسطينيات في مسرح السرايا ، يخبطون أقدامهم على صدر تل أبيب التي تفتح صدرها ليهودي أثيوبي من الفلاشا ويضيق صدرها ” بزريف طول ” يافاوي لم يعد الى يافا ، يخبط الأرض في السويد ” لبلاد احسنلك ” من غربة مزمنة ..
نريد أرضا ندبك عليها ‘ هكذا ببساطة مثل كل شعوب الدنيا التي ترقص وتدبك على أرضها .. نريد وطنا لهذه الدبكة اللاجئة التي تمارس دبكتها من مخيم اليرموك الى هولندا .. ومن هولندا الى عين الحلوة .. ومن عين الحلوة الى برلين وفي برلين تحلم ان تدبك يوما في حيّ الألمانية في حيفا ..
نريد وطنا ندبك به .. لا وطن ” يدبك ” بنا !
وبين دبكة ونكبة يدبك شعب أيوب .