خارطة التحديات باتت واضحة، هل نستعد لمواجهتها؟
سواء أقيم في نهاية المطاف الحرس القومي أم لم يقم فعليا، فإن روح الكتائب الارهابية والميليشيات الدموية باتت في صميم الدول وسياساتها، وإن تأخر تشكيله او تعوّق فهناك الميليشيات الارهابية التي اقامها حزب عوتسما يهوديت في النقب ومدن الساحل والتي لا تنتظر إجراءً ولا أوامر.
الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل هي جمهور في خطر حقيقي،
- حسمت الدولة أمرها باعتبار هذا الجمهور بمثابة عدو داخلي ينبغي التعامل معه عسكرياً وضمن مخطط ادخال كتائب جيش الى البلدات العربية والمدن الساحلية. المخططات الجاهزة للنيل من مكانة جماهير شعبنا وحتى وجودها في وطنها وحصريا في النقب والساحل، هي مخططات أكبر من بن غفير، بل هي مخططات دولة تم اعتمادها في اعقاب هبة الكرامة في ايار ٢٠٢١..
شهد هذا الجمهور دخول الجيش الى بلداته في مجزرة كفر قاسم ١٩٥٦ وفي يوم الارض ١٩٧٦، وفي الحالتين كانت مجزرة مع العلم بأن الشرطة ووحداتها وقناصيها قادرة على ارتكاب مجزرة كما في هبة القدس والاقصى عام 2000. لكن الداخل الفلسطيني ليس بمعزل عن كل وضع شعب فلسطين فالاجتياحات العسكرية للمدن والبلدات الفلسطينية لم تنته يوما الا بالمجازر والقتل والدمار.
هذه المسائل لا تحتمل التعامل من باب ردود الفعل، بل تتطلب إقامة هيئة طواريء سياسية في اطار لجنة المتابعة لكن أوسع من مركباتها الرسمية، تعنى بتشخيص المخاطر المحدقة ووضع تصور لكيفية مواجهتها وتنظيم المجتمع بناء عليه، فالتحديات تتطلب نفساً جماهيرياً طويلاً واستدامة في الفعل المنظَّم.
بتنا بحاجة الى التأسيس لفعل سياسي متجدّد في أنماطه يعتمد على التجربة الكفاحية المتراكمة ويبلور افاق فعل آني ومستقبلي يحمل صوتا سياسيا محليا وفلسطينيا شاملاً وعالميا، لمواجهة تحديات المرحلة ومخاطرها.
الدولة من خلال حكوماتها تعلن نواياها وخطواتها وآلياتها لتنفيذ غاياتها، بينما المطلوب حوار سياسي بكل أبعاده السياسية والحقوقية والمجتمعية، يتسع لكل الاجتهادات المؤطّرة منها وغير المؤطّرة، وبلورة آليات فعل قائمة على وضوح الهدف وعلى الأثر الكفاحي.
خارطة التحديات مُجاهَرٌ بها، اما اهدافنا الجماعية ومشروعنا المتجدد فلا تزال تراوِح وغير جاهزة. وفي تجربة الشعوب يكون بالامكان التعويض عن القصورات بالانطلاقة والتجدد حين تجتمع الارادة والوعي.