حول الموقف الأوروبي في ضرورة الاتصال بحما.س
رغم أهمية الإعلان الأوروبي عن ضرورة الحديث مع حما.س، إلا أن هذا الإعلان قد لايمثل إزاحات كبرى في المسار. والسبب في ذلك هو ضعف الدور الأوروبي في الصراع وارتهانه لمتطلبات إسرائيل من جهة، ونظرته الحاكمة للموقف
الأمريكي من جهة.
الدور الأوروبي منذ زمن فقد خطه الخاص بالصراع. ومرتكز موقفه يقوم اليوم على اتباع الموقف الأمريكي أو المحاكاة الإيجابية له، وهو ما شهدنا في ظل تحولات إدارة ترامب.
و الدور الأوروبي في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي دور متردد، يقوم في الأساس على المبادرات الإنسانية، وتتضاءل المبادرة السياسية الأوربية في الملف لحدود دنيا منذ حوالي عقدين. هذا جعل الطرف الفلسطيني، بما فيه السلطة، ينظر للدور الأوروبي على أنه ليس أكثر من جهاز بيروقراطي فاعل للموقف الدولي. فيلتزم بشدة بتنفيذ الموقف الدولي، ويمول متطلباته بغض النظر عن إرادته السياسية الخاصة به.
فحما.س تلتقي مع الأوروبيين منذ سنوات بشكل دوري، من خلال قنوات خلفية أهمها النرويج وسويسرا كدول غير أعضاء في الاتحاد، كما تلتقي مع دول أعضاء مباشرة أحياناً. ولم يشكل هذا إلا قناعة لدى الحركة بالعجز الأوروبي، وهو ما شجعها على الاستمرار في رفض شروط الرباعية منذ ٢٠٠٦.
ويمكن القول أن حما.س درست التجربة الفلسطينية بشكل واعٍ فيما يتعلق بتحقيق الشروط الدولية، وتوصلت لقناعة عدم جدوى الاستجابة، خاصة للأوروبيين بسبب تراجع فاعلية دورهم، بل ولعبهم دوراً سلبياً تجاه الفلسطينيين سياسياً.
فيما تدرك حما.س أهمية الأوروبيين في الجانب الإنساني، وهو فيما يبدو يمثل أكثر الجوانب التي تجعل قنوات الاتصال معهم ذات جدوى. ولذلك فإن الضغط الأوروبي على حما.س عادةً ما يتمثل بملف إعادة الإعمار، وتمويل مشاريع الأمم المتحدة في غزة.