“حماس كانت تعرف عنا كل شيء، خططوا ونفذوا بدقة.”؟!

عرضت القناة 12 الإسرائيلية أمس تحقيقاً واسعاً حول معلومات استخباراتية حصل عليها الجيش الإسرائيلي من حواسيب “حماس” في غزة. تُظهر هذه الوثائق اختراق “حماس” للمنظومة الأمنية والمدنية في مستوطنات ومعسكرات غلاف غزة بمستوى خطير جداً. لخصه الإعلامي ألون بوكر: “على مدار سبع سنوات، تابعت حماس خطواتنا وعرفت كل شيء. نعم، كان لديهم كل المعلومات عنا، مما أتاح لهم التخطيط والتنفيذ، وكل هذا تحت قيادة يحيى السنوار المباشرة.” وأضاف في التقرير: “وصلوا إلى الأرقام السرية لأجهزة الحواسيب الخاصة والكاميرات العسكرية والمدنية واستخرجوا كل المعلومات المهمة والحساسة جدًا. كانت لديهم مراقبة لجميع ما يحدث في البلدات والمعسكرات، حيث تم العثور على توثيق لـ 153 كاميرا مهمة منذ نوفمبر 2020 مع تفاصيل المحتوى وكلمات المرور ومواقع الكاميرات. من بين هذه الكاميرات: كاميرات من قرية غزة، كيبوتس ديكل، مطعم كيبوتس يشع، المجلس الإقليمي “شاعر هنيقب”، كيبوتس يد مردخاي، زيكيم وكرميا، ومنطقة صناعية شدورت. من كل هذه المعلومات، أعدت “حماس” ملفاً وبنك أهداف لكل مستوطنة. وبناءً على ذلك، وضعوا خطة الهجوم على كل بلدة، مثال على ذلك كيبوتس “عالوميم وساعد”. شملت الخطة توزيع مساحة العمليات والأهداف وتنسيقها الميداني مع التحليل والتعرف على نقاط القوة والضعف في حال تقرر الهجوم عسكرياً .
وأبعد من ذلك، حددوا عناوين بيوت رؤساء المجالس وقيادات عسكرية كأهداف أسر وتصفية محددة، مثل تامر عيدان، رئيس مجلس “سدوت نقب”، الذي تعرض لهجوم مباشر ونجا من إصابة “آر بي جي”، وأوفير ليبشتاين، رئيس المجلس الإقليمي “شاعر هنيقب”، الذي استُهدف وقُتل. والمذهل أنهم كانوا يتابعون كل خطوة لرؤساء المجالس، بما في ذلك توثيق اجتماعاتهم مع قيادة الجيش أثناء العملية العسكرية “درع وسهم.” (انتهى الاقتباس)

بكلمات أخرى، تمكنت “حماس” من اختراق أنظمة المعلومات الخاصة بكاميرات المراقبة والأمن العسكرية، بما في ذلك الوصول إلى الكاميرات المدنية، مما مكنها من الحصول على معلومات حساسة للغاية تمكنت من خلالها من توثيق تحركات الجيش وحياة المدنيين في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، ونجحت في جمع بيانات مهمة حول نشاطات رؤساء السلطات، وأفراد الجيش، والمؤسسات العامة.
وعليه، لم تقتصر “حماس” على مراقبة الوضع من بعيد، بل قامت بالتخطيط وإعداد ملفات هجوم مفصلة لكل مستوطنة، والتي تضمنت دراسة معمقة لطبوغرافية الأرض، ونقاط القوة والضعف، والأهداف المحتملة للهجوم في حال قررت الهجوم. وكل هذا بهدف تحسين كفاءة عمليات المقاتلين وتقليل المخاطر عليهم لحظة الهجوم. يتبين من التقرير تحديد “حماس” لعنواين رؤساء المجالس المحلية وقيادات عسكرية كأهداف للاغتيال والأسر. وفعلاً كان ملاحظاً عمليات إنزال وحدات الطيران الشراعي على بيوت محددة وأسر من فيها من شخصيات قيادية مهمة.

خلاصة القول:

بشكل عام، يمكن القول: تصرفت “حماس” كجيش متقدم تكنولوجياً وله ذراع استخبارات حدد بنك أهدافه بدقة متناهية، الأمر الذي ساهم في تخطيط هجوم السابع من أكتوبر بشكل منح المقاومة ميزة كبيرة وتفوق لوحداتها الخاصة النخبة لأيام محدودة. حقيقة لا تنكرها إسرائيل، التي تعترف بكارثية الهزيمة عليها معنوياً وعسكرياً إلى حد تهديد وجودها. لهذا، ردت بحرب إبادة جماعية على قطاع غزة، لم يسلم منها الحجر والبشر. ومع هذا، وعلى الرغم من الدمار الواسع في قطاع غزة، لم ترفع “حماس” الراية البيضاء حتى اليوم، ولهذا بالضبط لا تنوي إسرائيل وقف الحرب.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *