من غير المتوقع أن تؤدي قمة الدوحة، إذا أتت بثمارها، إلى حدوث اختراق كبير .
أولاً، حتى لحظة كتابة هذه السطور، ليس هناك ما يؤكد أن ممثلي حماس سيشاركون في القمة. فقد انتشرت أمس مجددا تقارير مفادها أن كبار المسؤولين في المنظمة قرروا عدم الحضور إلى القمة، وعمليا فإن الحدث سيتحول إلى اجتماع بحضور جانب واحد فقط . لكن حتى لو أقيم الحدث بحضور ممثلي حماس، فإن فرص نجاحه منخفضة للغاية.

احتمال التوصل إلى نتيجة حقيقية هو ضئيل جدا وذلك على وجه التحديد بسبب “الإنذار الإيراني” الاخير . أي أن الرسائل التي صدرت من طهران، وجاء فيها أن إيران ستهاجم إسرائيل في حال لم تؤدي المفاوضات في الدوحة إلى نتائج ، تمهد الطريق لفشل القمة . فحماس التي تريد تدهوراً إقليمياً يبقي الجيش الإسرائيلي منشغلاً، هي في الواقع مهتمة بإفشال القمة من أجل النجاح في ما لم تتمكن من القيام به منذ بداية الحرب: جر المنطقة بأكملها إلى حرب شاملة. لقد كان ذلك ذروة أحلام يحيى السنوار في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وظل كذلك منذ ذلك الحين على ضوء فشله في خلق حرب إقليمية.

ويجب أن نضيف إلى ذلك الصعوبات من الجانب الإسرائيلي، أو بشكل أكثر دقة من جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، الذي أضاف ، رغم نفي مكتبه، عدداً غير قليل من الشروط والعراقيل أمام المفاوضات من أجل إطلاق سراح المخطوفين، مما يجعل فرص الوصول المنخفضة أصلا إلى منخفضة أكثر ، وبالتالي، إذا لم تحدث مفاجآت اللحظة الأخيرة، في غضون أيام معدودة – ربما أكثر قليلاً، أو أقل قليلاً – فسنكون مرة أخرى على عتبة معركة إقليمية محتملة تتضمن تهديدات إيرانية لا نهاية لها بمهاجمة إسرائيل من عدة جبهات.

كذلك يوجد لحزب الله ونصر الله ما يخسرانه. ويكاد يكون من غير الضروري الإشارة إلى الموقف الانتقادي للغاية من جانب أغلب اللبنانيين ضد حزب الله وضد فتح حرب مع إسرائيل .

ولكن ربما يكون هذا هو المكان المناسب لتهدئة النفوس قليلاً. حيث أنه بالتأكيد ليس لحزب الله وإيران مصلحة في الوصول إلى حرب إقليمية شاملة، بسبب اغتيال إسماعيل هنية، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، في طهران ، ولا حتى بسبب اغتيال فؤاد شكر، أحد قادة حزب الله، في الضاحية في بيروت . وبخلاف يحيى السنوار الذي لم يتردد في التضحية بقطاع غزة كجزء من طموحاته ليصبح صلاح الدين الأيوبي، فإن قادة إيران لن يتعجلوا في التضحية باقتصاد بلادهم من أجل الانتقام لمقتل هنية .

“على نار هادئة” :

يوجد لإيران وحزب الله ما يخسرانه، وبمصطلحات كثيرة فإنهم يفضلون في كثير من النواحي الحرب “على نار هادئة” مثلما تدور حاليا على الحدود الشمالية، عن احتمال هجوم إسرائيلي وأميركي ضد مواقع وأهداف إيرانية استراتيجية . فقد تتضرر صناعة النفط الإيرانية في حالة نشوب حرب واسعة النطاق، ولكن الأهم من ذلك هو أن المشروع النووي الإيراني قد يجد نفسه في مركز هجمات مضادة اسرائيلية وامريكية، ومرة ​​أخرى في حالة نشوب حرب شاملة.

كما أنه يوجد لحزب الله ونصر الله ما يخسرانه ، ومن غير الضروري كما قلنا الإشارة إلى الموقف الانتقادي للغاية لأغلبية اللبنانيين ضد حزب الله وضد نية شن حرب ضد إسرائيل. لكن لبنان والجمهور اللبناني لايحتلان رأس أولويات حزب الله . ويثير قلق المنظمة أكثر معرفة أن إسرائيل، على عكس حرب عام 2006، أظهرت في الأشهر الأخيرة أن لديها معلومات استخباراتية ممتازة في جميع المسائل المتعلقة بحزب الله. وإغتيال فؤاد شكر خير دليل على ذلك. وهذا يعني أنه إذا قرر حزب الله شن حرب واسعة النطاق ضد إسرائيل، فإنه سيدفع ثمنا باهظا للغاية، ونصر الله يفهم ذلك أيضا. وبالتالي، إذا تصرف هؤلاء اللاعبين وفقاً لمجموعة منطقية من الاعتبارات، فإن فرص التصعيد الكبير ستكون منخفضة.
ولكن ينبغي تذكر أمرين مهمين هنا:
أ – ليس هناك يقين أن هؤلاء اللاعبين يتصرفون وفق قواعد اللعب المعروفة لدينا .
ب – حتى لو كان رد فعل إيران وحزب الله محدودا، فإن فشل أحد الصواريخ التي ستطلق على إسرائيل قد يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين. وحينها ستكون إسرائيل ملزمة بالرد بنفسها.

عن موقع يديعوت احرونوت

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *