حماس تحولت الى حركة براجماتية  تفضل الهدوء


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

من مقال “عاموس هارئيل”/ المراسل والمحلل العسكري لصحيفة هارتس :

– حركة حماس تفضل استمرار الهدوء في قطاع غزة، ومحاولة تحسين الوضع الاقتصادي من خلال التسهيلات المقدمة مؤخرا من قبل الحكومة الإسرائيلية، على الشروع في أي تصعيد خلال الفترة الحالية أو القريبة، في حين أن حركة الجهاد الإسلامي ستجد صعوبة للشروع أو الدخول في جولة قتال جديدة بدون أن تشاركها حماس عقب فشلها في الجولة الأخيرة.

 – الجيش الإسرائيلي راض عن نفسه بعد الانجازات التي حققت في العملية الأخيرة بغزة وتحييد حماس عنها، والتفاؤل بالاستمرار في الهدوء من قبل حركة حماس، والتسامح مع سلوكها بمزيد من الخطوات المدنية، إلى جانب العمليات الناجحة في الضفة الغربية للقضاء على الخلايا المسلحة، رغم القلق المتزايد بشأن ما يحدث في المنطقة.

-الجيش الإسرائيلي يشير بشكل أساسي ان  نجاح العملية بغزة بفضل  المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي قدمها الشاباك حول نوايا الجهاد الإسلامي وكذلك تحديد أماكن قيادته والتحضير السريع لشن ضربة مفاجئة واستباقية، إلى جانب نجاح المنظومة الدفاعية في إفشال خطط الجهاد بتدفيع إسرائيل الثمن، وحرمان الحركة من إطلاق أي صواريخ مضادة للدبابات، أو طائرات بدون طيار، والتصدي لصواريخها من قبل منظومة القبة الحديدية.

– منذ لحظة اعتقال القيادي بالجهاد بسام السعدي، وما تعرض له خلال العملية ونشر مقاطع فيديو لذلك، كان الافتراض القائم أن أمين عام الجهاد الإسلامي زياد النخالة الذي كان في طهران حينها، هو من اتخذ قرار بالاستعداد للانتقام، وكان قرارًا عاطفيًا أمام ما نشر من مشاهد لاعتقال السعدي وتعرضه للاعتداء.

-الجهاد الإسلامي وافق على وقف إطلاق النار بسبب أن إطلاقه ل 1200 صاروخ وقذيفة، لم يتسبب بأي أضرار حقيقية في إسرائيل.

– هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ترى أن الأضرار التي لحقت بالجهاد  تزيد من الضرر الذي لحق بحركة حماس في عملية “حارس الأسوار/ سيف القدس” في مايو/ أيار الماضي، والتي ما زالت مترددة للغاية في دخول مواجهة.

– الأمل القائم حاليًا داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، ، هو أن فشل الجهاد، والثمن الذي تكبدته الحركة بقتل اثنين من كبار قادتها، وهما كانا تابعين للنخالة ونائبه أكرم العجوري اللذان يعيشان في الخارج ، سيساعد على ضمان الهدوء لفترة أخرى، وسيجد الجهاد صعوبة في الشرع بحركة هجومية أخرى بدون حماس، بعد أن اتضحت قدرتها المحدودة نسبيًا.

– بحسب هذا التوجه، تفضل حماس حاليًا تعزيز المزيد من الإجراءات الاقتصادية لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، ولا تبحث حاليًا عن مواجهة عنيفة.

– مصدر أمني إسرائيلي لـ “هآرتس”: إن حماس صاحبة السيادة والمسؤولة على القطاع، وكان هناك يتردد سؤال حول التعامل مع مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، وتبنى المستوى السياسي توصية الجيش الإسرائيلي بإزالة جميع القيود المفروضة على قطاع غزة فورًا في ظل اشتداد حدة المشهد، والسماح بعبور البضائع ودخول العمال وغيره.

-ويشير هارئل الى  مقال نشره الضابط السابق في “أمان/ الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية” مايكل ميلستين ، ذكر فيه  إن العملية الأخيرة كشفت فجوة استراتيجية حادة تتعلق بالسياسة الإسرائيلية في غزة، وبحسبه فإن الإغاثة الاقتصادية ودخول العمال استند إلى 3 افتراضات أساسية، بأن حماس هي صاحبة السيادة، وأن تحسين الوضع المدني سيقلل من خطر التصعيد مع حماس التي تخشى خسارة ما اكتسبته بالفعل، وأن أي خرق أمني خطير سيقابل برد قوي والذي سيكون موجها أولًا وقبل كل شيء إلى الحركة التي تسيطر على القطاع. ویری ميلستين، أن من الناحية العملية كان سلوك إسرائيل خلال الجولة الأخيرة مخالفًا للاستراتيجية التي حددتها وتركت حماس في موقع المراقب، رغم أن الحركة لم تلتزم بتعهداتها بموجب وقف إطلاق النار في نهاية عملية “حارس الأسوار/ سيف القدس”، لمنع أي هجمات غزة، وهي لم تتدخل لمنع الجهاد من العمل وكان على إسرائيل التدخل لإيقافها.

– كما وعلى عكس كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي ينقل هرئيل – يعتقد مايكل ميلستين أن سياسة حماس لم تكن نتيجة إكراه، بل هي خيار، وفي رأيه، قدرت الحركة أن إسرائيل لن تضر بها، وأنها ستعيد التنازلات إليها فور انتهاء الجولة، كما أن الحركة تحاول أن تبقي العملية مفتوحة بأنها غير مسؤولة عن كل ما يحدث من القطاع، بينما لا يشعر الجهاد والفصائل الصغيرة أن الحركة تضع أي خطوط حمراء ومنها منع أي عمل ضد إسرائيل. – ويرى هرئيل، أن حماس أيضًا تحاول أن تكون المستفيد الأكبر من الجولة الأخيرة في غزة، من خلال تعزيز موقفها على حساب السلطة الفلسطينية وليس فقط الجهاد الإسلامي، مشيرا إلى أن السلطة تتضاءل سيطرتها على الضفة الغربية وتسعى حماس لاستغلال ذلك، في ظل وجود خلايا مسلحة في بعض المناطق مثل نابلس وجنين.

– ويشير هارئل  إلى أن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تعترف أن الوضع في الضفة غير مشجع ومقلق، لكن هناك من يدعي أن منحدر التيار الضعيف للسلطة الفلسطينية ليس حادًا، وأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترى بأنه يمكن تعويض ذلك من خلال اللفتات الاقتصادية والمدنية، على أمل تعزيز موقعها قليلًا في الضفة الغربية.

– وبحسب هرئيل، فإن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تأمل في أن تكون النجاحات التي تحققت في غزة ضد الجهاد الإسلامي لديها صدى أيضا لدى حزب الله وحركة حماس أيضًا لاكتشاف المبادرة الهجومية الإسرائيلية واتخاذ خطوات غير متوقعة مثل الضربة الاستباقية المفاجئة في بداية الجولة، والاستخبارات العملياتية الدقيقة والقدرة على تنفيذ ضربات جراحية، وتحسين الدفاع الصاروخي، وكل ذلك سيساعد في الردع الإسرائيلي ومنع تصعيد في جبهات اخرى.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: عاموس هارئيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *