حكاية سرِّ الزيت في الندوة السادسة عشرة لمبادرة أسرى يكتبون

عُقدت في مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمان ندوة أخرى من ندوات أسرى يكتبون، بمشاركة كتاب آخرين عبر تطبيق زوم، وذلك يوم الأربعاء الموافق 03/11/2021، وقد تناولت الندوة رواية “حكاية سرِّ الزيت” للكاتب الأسير وليد دقة.

تولى إدارة الندوة الكاتب الأردني هاني علي الهندي، حيث عرّف بالكاتب وليد دقة وبكتابه .

وأما المداخلة الرئسية فكانت قراءة نقدية للدكتورة فهيمة غنايم وممّا جاء فيها: “تُجَسّدُ ” حكايةُ سرُّ الزيتِ ” “معاناةَ ذوي الأسرى الفلسطينيّينَ، وكيفَ يتقدَّمُ بهمِ العمر دونَ رؤيتِهِمْ، في إشارةٍ الى والدة وليد التي قضَتْ عمرًا تأْمَلُ فيهِ انْ تحتضِنَ ابنها خارجَ سجنِه ْ.. إضافةً إلى فتياتٍ ونساءٍ تسرقُ ظلمةُ الاسرِ أعمارِهنَّ، وأطفالٍ اعتُقِلوا وانتُزِعوا منْ أحضانِ امهاتِهِمْ ومنْ طرقاتِ مدارسِهِمْ تنهشُ طفولتَهُمْ ظلمةُ الجهلِ والمستقبلِ المجهولْ، لتصِلَ الروايةُ في خلاصتِها إلى أنَّ الفلسطينيّ أينما تواجَدَ فانّهُ يعيشُ في سجنٍ كبيرٍ، بحاجةٍ للوعيِّ والفكرِ والإرادةِ لأجلِ مستقبلٍ مشرقٍ يقودُهُ ابناؤُنا بالوعيِ والادراكِ لقضايانا المصيرية.”

وتلتها مداخلة رئيسة أخرى للروائي مصطفى عبد الفتاح بعنوان “البحث عن طريق تحرير المستقبل” ، تحدّث فيها عن أسلوب الكاتب ومضامين الرواية التي تلائم الفتيان والجيل الأكبر وكاتبها صاحب رؤية ورؤيا، “وكأنّي به يتنبأ عمليّة نفق الحريّة”، معوّلا على الجيل الشاب وتعلّمه، تناول طبيعة الوحش الاحتلالي، تشكّل مرآة للذات وترسم خارطة طريق نحو أمل بمستقبل أفضل.

تبعتها مشاركة للأسير الكاتب حسام زهدي شاهين ألقاها نيابة عنه الروائي عبد السلام صالح وممّا جاء فيها: “يتمتع هذا الرجل بدرجة عالية من الإنسانية، كما يتمتع بأعمق أشكال الوعي والانتماء لهويته الوطنية والقومية والإنسانية، فهو يرى في الوطنية التي لا تفضي إلى الساحة القومية نفقاً مظلماً يودي صاحبه إلى التهلكة، ويعتقد أن القومية التي لا تتداخل مع عمقها الانساني تصبح سداً يقود عقل صاحبه إلى التعصب والعنصرية، ومع ذلك تخلت عنه الوطنية والقومية والإنسانية لأكثر من 35 عاماً وتجاوزته هو ورفاقه من الداخل المحتل كل صفقات التبادل والحلول السياسية لكونه يحمل الجنسية الإسرائيلية، فهل هناك سريالية أو كابوس أشد فزعاً من ذلك؟!”

هذا وتعذّرت مشاركة سناء سلامة (زوجة الأسير وليد دقة) فكانت كلمة للمحامي الحيفاوي حسن عبادي الذي شكر بدوره، باسمه وباسك الحركة الأسيرة، القائمين على هذه المبادرة، وتحدّث عن لقاءاته بالأسير وليد دقة، وأضاف “تحدّثنا عن جود وأبو ناب والضبع، عن كثرة الضباع في أيّامنا، عن التهجير والعودة المشتهاة، فالحاجة فريدة ما زالت تحلم بعودتها إلى قاقون والحوارث، عن الحريّة التي ستتحقّق بهمّة جود ورفاقه، حكاية الزيت والسيف، سلاح المعرفة والعلم “المستقبل هو أحقّ أسير بالتحرير”، و”الزمن الموازي”، صهر الوعي والمحاولات المستميتة لاستهداف معنويّات الأسير في السجون عبر إعادة صياغة عقله وفق رؤية إسرائيليّة، فباتت السجون بمثابة مؤسّسات ضخمة لطحن وعي جيل فلسطيني بكامله، إنّها أضخم مؤسّسة عرفها التاريخ لإعادة صهر الوعي لجيل من المناضلين. وأضاف أنّه من وحي لقاءاته به تولّدت مبادرتا “لكلّ أسير كتاب” و”حرّروا الجثامين”.

وشارك في الندوة كذلك الأديبة سحر أبو زينة، الأديبة خالدية أبو جبل والكاتبة نهال أحمد مهيدات.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *