• تم استخلاص هذا التقدير الأولي للحطام الناتج عن الحرب على قطاع غزّة من تقييم شامل للأضرار أجراه برنامج UNOSAT باستخدام صور من 6 تموز/يوليو 2024، بالتزامن مع تحديث بصمة المباني اعتباراً من أيار/مايو 2023 بناءً على بيانات المكتب الإحصائي الوطني.

42 مليون طن من الأنقاض خلّفتها حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على غزّة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وفي نيسان/أبريل الماضي، قدّرت الأمم المتّحدة أن التخلّص من هذه الأنقاض سوف يستغرق 14 عاماً في حال توقّفت الحرب فوراً، وقال المسؤول الأممي الذي يشرف على هذه المشكلة إن عملية رفع الأنقاض سوف تكلف 1.2 مليار دولار على الأقل.

تحتوي الأنقاض المتراكمة في قطاع غزّة على كمّية هائلة من الذخائر غير المنفجرة، فضلاً عن المخاطر الناجمة عن الأسبستوس وغيره من الملوّثات، وخصوصاً في مخيّمات اللاجئين، والعدد الكبير من الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض. وقالت منظّمة الصحة العالمية إن كمّيات كبيرة من الغبار المنبعثة من المباني المدمّرة تطلق مواد خطرة تطفو في الهواء أو تتسرّب إلى إمدادات المياه، ما يعرّض سكان غزّة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة لمخاطر صحّية خطيرة.

Gaza Rubble

وبحسب تقييم الأضرار الذي أجرته منظّمة الأمم المتّحدة للتطبيقات الساتلية، فقد دُمِّر أو تضرّر 163,778 مبنى في قطاع غزة استناداً إلى الصور الملتقطة يومي 3 و6 سبتمبر/أيلول، أي ما يعادل 66% من إجمالي المباني. ومن بين هذه المباني، دُمِّر 78% منها بالكامل أو تضرّر بشدّة أو بشكل متوسط.

حجم الحطام هائل. وإذا تم تكديسها فوق بعضها البعض، فإنها تعادل نحو 11 كومة ضخمة، كلّ منها بحجم الهرم الأكبر في الجيزة في مصر. وهذا يعادل ثلاثة أضعاف عدد المباني الموجودة في جزيرة مانهاتن في نيويورك. وتفتقر غزة إلى المساحة الكافية لتخزين كلّ الأنقاض. ويقول خبراء برنامج الأمم المتّحدة للبيئة إن ذلك سوف يحتاج إلى 527 هكتاراً من الأرض. 

هناك دمار هائل في جميع أنحاء القطاع، لكن المنطقة الأكثر تضرّراً هي شمال غزة، حيث تضرّر 36,611 مبنى وفقاً لبرنامج الأمم المتّحدة للتطبيقات الساتلية. وأظهرت بيانات البرنامج أن مدينة خان يونس في الجنوب هي ثاني أكثر المناطق تضرراً، حيث تضرر أكثر من 19,000 مبنى. وتشير بيانات هذا البرنامج إلى أن المباني المتضرّرة تضمّ نحو 227,591 وحدة سكنية، الأمر الذي ترك غالبية سكان غزة قبل الحرب بلا مأوى. 

تحذِّر اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن خطر الذخائر غير المنفجرة منتشر في جميع أنحاء غزة. ويمكن للمواد الخطرة الأخرى المختلطة بالحطام أن تشكّل مخاطر صحّية. وقد يشمل ذلك مواد ضارّة مثل الأسبستوس والمعادن الثقيلة ومواد الملوّثات الناتجة عن الحرائق والمواد الكيميائية المنزلية وغيرها. كما أن الأنقاض تشكّل بيئة جيّدة لذباب الرمل، الذي يمكن أن ينشر عدوى جلدية تُسمّى داء الليشمانيات، وهناك مخاوف متزايدة من تفشّي المرض، حسبما ذكر برنامج الأمم المتّحدة للبيئة. كما يمكن للعقارب والثعابين أن تختبئ بين الشقوق، ما يشكّل خطراً على السكّان النازحين الذين يعيشون بينها. ويمكن أن توفر مناطق مياه الصرف الصحّي المغمورة تحت الأنقاض بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات، مثل البعوض، ما يشكّل خطراً لنقل الأمراض. ويمكن أن يكون لمياه الصرف الصحي المغمورة تأثير طويل الأمد على المياه الجوفية.

يقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن 2.3 مليون طن من الحطام الناتج عن الحرب قد يكون ملوّثاً. ويحذّر الخبراء من أن التعرّض للأسبستوس من خلال استنشاق الألياف الموجودة في الهواء قد يسبّب سرطان الرئة والحنجرة والمبيض وتليف الرئة، وفقاً لمنظّمة الصحّة العالمية. ويقول الخبراء إن مثل هذه الأمراض تستغرق عادة من 10 إلى 50 عاماً حتى تظهر. ويزداد خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالأسبستوس مع زيادة عدد ألياف الأسبستوس التي يستنشقها الإنسان على مدار حياته.

عن موقع صفر

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *