القصيدة التي يجب ان تترجم لجميع اللغات وتدخل مناهج الدراسة:

من أنس اليازجي – غزة، إلى خطيبته شيماء أبو العوف والتي انتَشلَ جثتها بعد يومين من البحث ..

“حسناً شيماء

أحبك جداً و بعد ..

انا الآن تحت القصف كما دائماً من اللحظة التي أغلقنا فيها الهاتف منذ ثلاثة أيام وخمسة صواريخ على بيت عائلتك،

منذ آخر بروفا لفستان العرس ومعجون الحناء

منذ آخر الكلام و طيب المقام

منذ عيد وزغاريد

وجارات وصديقات و مواعيد لحفل الزفاف

منذ أول اولادنا المؤجلين وأول عنادكِ

أقول : أريد طفلاً واحداً

وتقولين : لا / بل عشيرة.

أحبكِ جداً وبعد .. أنا الآن تحت القصف كما دائماً

يدي في جيبي وعقلي في مكانه

أقول : يا شيماء

مرًَت طائرة

سقطَ الجرس و المئذنة

و تقولين : لا بأس

الصلاةُ صاعدة

أقول : يا شيماء دمروا الأبراج

و تقولين : لا بأس / بَقي الحَمام

أقول : حطَّموا النافذة

و تقولين : أحسنْ، بهذا أصبح الضوء حراً

أحبك جداً  ..

وحيث أنني الآن تحت القصف كما دائماً

و تحت الدمار

سيأتِ التُجَار و الفُجَار، وتبدأ المؤتمرات، ويُفتح المزاد على البلاد و على ما تبقى من عباد

سيشكلون لجنة لإعادة الإعمار واعادة الأبراج

والبيوت المهدمة

وبيتنا يا حبيبتي

بيتنا الصغير الذي سوّيناه حجراً على حجر، ثم غَرِقنا في الديون والأقساط

وغَرِقنا في الشجار على لون الكنب

ولون الحيطان، وفي أي مكانٍ من حديقة بيتنا سنزرع شتلة العنب

ستُعاد لنا الشوارع

والمآذن و الحدائق

والكهرباء

وخطوط الماء

أقول : وقد توقف القصف

من يعيد لشيماء الدماء.”

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *