حافية القدمين في يافا !
تُغطّس صباحها في البحر ، وفي حيرة الزرقتين هي حيرة يافا ، بين صباح أزرق ، يُشرق على الشاطئ ، حافي القدمين يتفرج على قدمين من عاج ، تترك عاجهما مطبوعا على الرمل ، وآخر أنفاس موجة تموج بين قدميها ، لتحسم يافا صباحها بين زرقة البحر وزرقة صباحها .
وبين البحر والرمل ” تصفن ” يافا بحافية القدمين وهي تحتفي بالشاطئ المعقوف الذي يشبه ” لا ” بين يافا وتل أبيب ، بين الحوت وبقايا لقمته على شاطئ العجمي ، يحاول بفصاحة فلسطينية التخلص من عجمية أصيب بها حين عج البحر بسفن الغرباء ، واغتربت يافا عن يافا ، وهي تلوك حزن أرملة على الرمل ، وتغسل بملح البحر جرحها ، وتشهق بمباني تل أبيب الشاهقة التي أقيمت على عظامها ، وتصحو هذا الصباح لتنقش حنينها ” بمنقوشة زعتر ” في مطعم أبو العافية تقضمها فلسطينية بين يافا والسويد ، وتحدّق ساحتها ببرج الساعة ، حين تلدغ عقاربها التوقيت الاسرائيلي ، وتوقت صباحها على قدمين حافيتين لفلسطينية ، تخلع نعليها كما المصلون يخلعون نعالهم على أبواب المساجد ، وتقيم صلاتها على شاطئ يافا بين زرقتين !
وتترك عاج قدميها مطبوعا على الرمل ، ولهفة بقايا موجة لتغسل عاجها من ما أصابه من رمل .
من يستيقظ أولا يافا ام تل ابيب ؟
يسأل الصباح صباحه ، وتفوح رائحة الزعتر في مناقيش أبو العافية ، و” يفرط ” ديك فلسطيني من الضحك في الجليل من حماقة تل أبيب التي تفرض غرامة الف دولار على من يقطف الزعتر، وتصحو كل صباح على رائحة الزعتر في مناقيش ابو العافية التي تعبق أنفاسها بين يافا وتل أبيب .