” حارة اليهود ” ..
على جدارها أسند حيرتي ، حين تحاور المدينة حيرتي في القدس .. كيف تصبح الحارة دولة في شعوذة خرافة يخرجها مستوطن روسي من قبعته اليهودية كساحر سيرك ؟!
وأبحث في شقوق الحجارة عن ما يرمم شقاء الروح وأنا في القدس أحاول عبثا انتشال المدينة من وجع التاريخ الذي يتجول بأوراقه الصفراء في شوارعها ، وأحدّق في السماء وأديانها التي تتجاور حاراتها في القدس قبل ان ينط عليها هرتزل من آخر الأرض من حارات أوروبا البعيدة ، ويشن الحرب بين الأرض وسمائها حين يصنع من الحارة دولة في أوطان الآخرين !
هم يهود فلسطينيون قبل ان تصنع الصهيونية من الدين دنيا ، ومن الحارة دولة ، وتفتك بحارات المسلمين والمسيحيين حين كانت فلسطين وطن حارات الجميع !
على جدار حارة اليهود كنت أحدّق بعلم إسرائيلي يرفرف بلؤم على حارات الأنبياء في القدس ، وبين زرقته وزرقة سماء الله كنت أتفرج على حيرتي تحاور حيرتها عن علم يفتعل وطنا في أوطان الآخرين ، وكان سرب حمام يطير فوق قبة الصخرة المذهبة بلون الشمس يحاول عبثا عقد اتفاق سلام بين قبة الصخرة والقبة الحديدية ، بين جرافة وشجرة زيتون ، بين مستوطن بولوني يقضم كعك القدس أمام مخبز المصرارة ومستوطناته تقضم أرض القدس قطعة قطعة ، وأبحث عن الشرف في حارة اليهود التي كان اسمها يوما ” حارة الشرف ” ومجندة إسرائيلية تصوب فوهة بندقيتها على تلميذ مدرسة فلسطينية و تبحث في حقيبته المدرسية عن الأمان لدولتها التي تقيم غرفة نومها في دبابة ، وتمارس حياتها بين قبعتها اليهودية و ” قبتها ” الحديدية .
هي القدس .. حارات الأنبياء حين تصنع حيرتي في معادلة الأرض مقابل السماء!