هذه الصورة الايقونة، وغيرها من صور بديعة للاعبين المغاربة الرائعين وهم يقبلون رؤوس وايادي امهاتهم تقدم صورة اخرى للمرأة وتعولمها. هذه ثقافة بسيطة غير مدعية ترفض الاحتفاء بالمرأة كجسد واغراء فقط. هذه الصورة وسام على صدر الشرق، وروعتها انها أُنتجت في اهم حدث عولمي.
في مقابلة مع تلفزيون سكاي نيوز البريطانية قلت إن كأس العالم يعني انه يمثل العالم بكل اطيافه وثقافاته ومجتمعاته، ولا يجب ان يمثل الغرب وحسب، وإلا كان يجب ان يسمى “كأس الغرب”. فعندما ينظم في جنوب افريقيا يكون طابعه ومذاقه افريقي، وعندما ينظم في اليابان وكوريا يكون طابعه ومذاقه ياباني وكوري، وعندما ينظم في بلد عربي واسلامي يكون طابعه ومذاقه عربي واسلامي. هكذا وهكذا فقط يكون كأس العالم عالميا، ويتعرف كل العالم على كل العالم.
لاعبو المغاربة قدموا درسا بالغ الرقي والاخلاقية حول المرأة. لا يعني هذا ان كل شيء عندنا وفي شرقنا وفي عالمنا العربي والاسلامي نقي، وان وضع المرأة فوق الريح. كلا، هناك الف عيب وعيب. لكن في هذه اللحظة الجميلة، هناك نقاء نفتخر به، و هناك اصالة نعتز بها … انها لحظة نتوق فيها الى تقبيل ايادي ورؤوس كل الامهات … وفيها احن حتى خلايايي الداخلية الى تقبيل يد امي، …، افتقدها كأني ما زلت ولدها الصغير حتى لو اصبحتُ اكبر سنا منها يوم رحلت.
