
يوجد جدل في وسائل الإعلام حول إمكانية توسع دائرة الحرب لتصبح متعددة الجبهات وغير مقتصرة على قطاع غزة.
فريق يرى بأنه لن يتم توسيع الدائرة، لأن إيران والحزب غير معنيين بذلك، إيران لها مشروعها النووي الذي تعطيه الأولوية ولا تريد الانجرار إلى أي معركة قبل استكمال برنامجها، وبالتالي كل التصريحات التي يطلقها وزير الخارجية الإيراني، والتهديدات بتوسيع دائرة الحرب تدخل في دائرة “الابتزاز” السياسي للولايات المتحدة، ومحاولة عقد صفقة معها لتأمين مشروعها، مقابل التزام حالة من الحياد أو التصعيد المحدود المحسوب عبر ذراعها في لبنان، فمن المستبعد أن يعلن طرف عن نواياه بتوسيع الحرب إذا كان فعلاً ينوي ذلك، لأنه بذلك يخسر عنصر المفاجأة، ولذلك من الأرجح بأن الأمر برمته مناورة سياسية. بالترافق مع ذلك يذهب البعض باتجاه استبعاد انخراط الحزب في الحرب، بسبب الوضع الاقتصادي المنهار في لبنان، وخشية من انقلاب الرأي العام اللبناني ضده، على اعتبار أن ما يحدث لا يخص الدولة الوطنية اللبنانية، وليس مهمة لبنان الدفاع عن فلسطين.
في المقابل يرى فريق آخر أن الأمور تتدحرج باتجاه توسيع الدائرة مستندين على عدة مؤشرات من بينها:
أولاً: تحرك البوارج الأميركية للمنطقة، واجتماع وزير الخارجية الأميركي (بلينكن) مع مجلس الحرب الإسرائيلي، فلا يعقل أن يكون الغرض من حضور اجتماع الكابينت الامني الإسرائيلي متابعة الحرب على قطاع غزة فقط، والمرجح أن الهدف من تواجد بلينكن هو التعامل مع سيناريو توسع الدائرة.
ثانياً: تصريح نتنياهو بأن إسرائيل ستغير وجه الشرق الأوسط، مما يؤشر أن الأمر يتعدى الحرب على القطاع وسيمتد للمنطقة بأسرها.
ثالثاً: تشكيل كابينت للحرب مكون من نتنياهو ووزير خارجيته من جهة وكل من غانتس وايزنكوت من جهة أخرى، فالقاسم المشترك بين غانتس وايزنكوت ان كلاهما تقلدا منصب رئيس الأركان، وكانا سابقاً مسؤولين عن المنطقة الشمالية، بمعنى انهم الأقدر على التعامل مع الحزب، فمن المرجح ان انضمامها لكابينت الحرب كان للتعامل مع سيناريو توسع الدائرة، ومن المستبعد أن يكون انضمامهما للكابينت فقط لمتابعة الهجوم على القطاع.
رابعاً: تصريحات وزير الخارجية الإيراني التي تدور حول نية “المحور” شن هجوم وقائي، كضربة استباقية وإفشال المخطط الذي تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية من أن الدور بعد القطاع سيكون على باقي أطراف المحور.
الخلاصة:
من الصعب الجزم بصوابية أي من الفريقين فكلاهما يستند على مؤشرات قوية، لكن الأكيد أن المنطقة برمتها تسير نحو المجهول بسبب تعدد اللاعبين وتضارب المصالح، والأوضاع أشبه بكرة الثلج التي لا يعرف أحد أين ستتجه، وما لم تتدخل الأطراف الدولية والإقليمية للتوصل الى اتفاق بوقف للحرب، فمن غير المستبعد انجرار المنطقة نحو سيناريو توسع الدائرة.