توحُّش إسرائيل وكائناتها الرُّوبوتيَّة المُحَوْسلة

للسُّلوك الإسرائيلي الفاشي الإجرامي التَّوحُّشي إزاء قطاع غزة وأهله، وإزاء كل فلسطين وشعبها بأسره، أن يُجسَّد تجلياتِ حقيقةٍ سُلوكيةٍ مؤداها أنَّ لاوعيها هو الذي يُمْلِي سلوكها، مطابقاً في ذلك وعيها المُفْترضِ، الذي يُفْتَرضُ، بمنطق العقل، أنْ يكون هو وحده الذي يُمْلِي السلوك الإنساني الذي يمكن افتراض نجومه عن الوعي الواعي والاختيار الحُرِّ، وهاته، فيما أحسب، هي سمةُ “إسرائيل” ككيان وظيفي مُصطنع، مثلما هي سمة الكائن البشري اليهودي المجعول مواطناً فيها، إِذْ هو الكائنُ الصهيوني المُجَمَّد العقل، أو المُحَال دونه وإعمال عقله والالتزام بمقتضياته؛ والمفرغ الوعي، أو المستبدل لاوعيه الأسطوري الخرافي العنصري بوعيه العقلي؛ والمجرد تجربداً تاماً من بذرة إنسانيته على نحوٍ أبقى بشريته في مستوى التوحش الموسوم بالشراسة الحيوانيَّة القصوى؛ والمُحَوَّل، بعزيمة الآيديولوجيا الصهيونية وإرادة صُنَّاعها ومروِّجيها، إلى كائنٍ إرهابيٍّ مُحَوسَل؛ أي إلى محضِ وسيلةٍ أو آلةٍ، او أداةٍ تسخرها، على نحو روبوتيٍّ آليٍّ، الحركةُ الصهيونيةُ ومنشؤًوها وداعموها ومُسَخِّروها الرأسماليون المتوحشون، لتحقيق غاياتهم الاستعمارية التوسعية وذلك بإقدام إسرائيل وكائناتها الألحوية المحوسلة (كائناتها البشرية الحيوانية الحية المُحَوَّلة إلى محض وسائل وآلات وأدوات)، على اقتراف كل ما يستوجبه تحقيق هذه الغايات من توحشٍ يتجلى في الارتكابِ المتواصل لمجازر الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضدَّ الإنسانية، وذلك بدم باردٍ؛ إذ لا وجود أصلاً للدم بمعناه المجازي الأخلاقي! وبلا أدنى شعور إنسانيٍّ؛ إذ ينعدم وجود هذا الشعور لدى إسرائيل، ولدى كائناتها الألحوية، لأنهما، أصلاً، لا يُبصرانِ للإنسانية وجوداً في الوجود، أو لعلهما يعتقدان أنَّ الإنسانية الجوهرية هي التوحشُ العنصريُّ الإرهابيُّ الفاشيُّ الذي يتوافران، بكثرةٍ وكثافةٍ، عليه!

ليس للسلوك الإسرائيلي الوحشي الذي يستهدف قطاع غزة وكل فلسطين، أنْ يُفَسَّرَ إلا في ضوء ما بينه، وبالاستناد إلى ما قد انطوى عليه، الاستخلاص العقلي المنطقي الذي أوصلنا تأملنا التَّبَصُّريُّ الاستقصائي المتشعب إليه، والذى أحسبُ أنَّ الفقرة الافتتاحية المثبتة أعلاه قد كثَّفت صوغه، فأوجزته.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *