تقديم :

تكمن أهمية المقال المعنون” الحرب بين إسرائيل وحماس تختبر الوحدة الغربية بينما ينتقد الجنوب العالمي المعايير المزدوجة” في كون كاتبته المحررة الرئيسية في قناة فرنسا الإخبارية 24 التي تأسست عام 2006. والتي – وفقا لموقعها على الشبكة العنكبوتية، تقوم بتغطية أحداث العالم برؤية فرنسية. وتمتلك أربع قنوات للأخبار الدولية (بالعربية والفرنسية والإنكليزية والإسبانية)،وتبث برامجها من باريس على مدار الساعة، بالاعتماد على شبكة من 160 مكتبا للمراسلين، و430 صحفيا من 35 جنسية مختلفة يغطون الأحداث في معظم أنحاء العالم. ويصل بثها إلى 553 مليون منزل في القارات الخمس، ويتابعها 61.2 مليون مشاهد أسبوعيا.

ويكتسب المقال أهمية أكبر لمضمونه الذي يعكس تنامي قلق الغرب من مواصلة اعتماد الولايات المتحدة، على القوة الصارمة، على الرغم من أن ذلك يؤدي بشكل متزايد إلى نتائج عكسية”. وتزايد مخاوفه من تداعيات الحرب الإسرائيلية التدميرية على قطاع غزة-التي يدعمها بكل قوته- على النظام العالمي بأسره. وإسهامها المتنامي في تسريع فقدان الهيمنة الغربية على النظام الدولي، واقتراب روسيا والصين- اللتين تمتلكان الجاهزية والقدرة- على أخذ مكانهما في مجتمع الجنوب العالمي لتغيير النظام الدولي القائم.

وفيما يلي تلخيص لأهم ما جاء في المقال :

– تتجاوز ردود الفعل على الحرب التدميرية على قطاع غزة التي تم شنها في أعقاب هجوم حماس في السابع من تشرين الاول / اكتوبر / الجاري، في تداعياتها العالمية، تلك التي أعقبت الحرب الروسية على أوكرانيا. فلم تقسم العالم فقط إلى شمال داعم لأوكرانيا وجنوب التزم الحياد، بسبب اتهامه للغرب بازدواجية المعايير . وإنما تؤدي إلى تمزيق العالم وإثارة غضب بعض حلفاء واشنطن الأوروبيين- الذين يحاولون بناء إجماع حول احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان العالمية.

– انقسام العالم بعد الحرب التدميرية على قطاع غزة إلى ثلاث فئات / ضمن المقال خريطة توضحيه/

– دول تدعم إسرائيل بقوة

– دول تدعو إلى وقف إطلاق النار

– دول تدعم حماس.

– إسهام زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل في أعقاب مجزرة المستشفى الأهلي/ المعمداني/، والإخفاق في إلصاقها بحركة الجهاد الاسلامي، بتقويض دوره كوسيط . ما دفع بقادة الاردن ومصر وفلسطين الى إلغاء الاجتماع الذي كان مخططا معه.

– بينما يعتقد الجنوب بأن المصالح الاقتصادية والجيو-استراتيجية تشكل السبب الرئيسي في الانقسام العالمي حول الحرب الأوكرانية. يرى بأن العواطف والمعايير الانتقائية للغرب تشكل العامل الرئيسي في الانقسام العالمي حول الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي.

– استمرار الجمود في مجلس الأمن الدولي -بعد استخدام الولايات المتحدة الامريكية حق النقض / الفيتو / ضد قرار بهدنة إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية – قد يدفع بعض دول الجنوب للضغط من أجل إجراء تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة .

وفيما يلي ترجمة للمقال

“الحرب بين إسرائيل وحماس تختبر الوحدة الغربية بينما ينتقد الجنوب العالمي “المعايير المزدوجة”

انقسمت ردود الفعل الدولية على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر/ على نطاق واسع بين شمال العالم وجنوبه، حول إدانات قتل المدنيين الإسرائيليين فقط في الهجوم الإرهابي، أو جميع المدنيين في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

ولكن مع استمرار تدهور الوضع الإنساني في غزة، تتزايد الانقسامات داخل الغرب.

وكان من المفترض أن تكون زيارة الرئيس الأمريكي تاريخية، حيث يصل الرئيس ذو الخبرة السياسية إلى منطقة حرب نشطة لإجراء محادثات مع ممثلين عن جانبي الصراع الطويل الأمد، الذي بلغ حد الأزمة.

وكان الهدف من زيارته للشرق الأوسط، الإشارة إلى عودة أمريكا إلى منطقة جيو- سياسية محورية بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منها في السنوات الأخيرة. حيث ما تزال واشنطن تتمتع بالنفوذ لجمع اللاعبين الإقليميين المتضررين معا.

غير أنه عندما نزل الرئيس الأمريكي الثمانيني من طائرته الرئاسية في مطار بن غوريون بتل أبيب، واحتضن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،، بدا “الوسيط النزيه” الذي يحتفي الشرق الأوسط بقدومه “محطما أكثر من كونه نزيها”. فقد ألغى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعهم المقرر معه. بعد الغارة المدمرة التي وقعت ليلة الثلاثاء على مستشفى في مدينة غزة المحاصرة.

لقد قطع “الوسيط النزيه” أكثر من 9000 كيلومتر للتحدث مع طرف واحد فقط.

علاوة على ذلك، بدت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر انحيازا لإسرائيل -التي تواجه أزمة في عقدها السابع من أي وقت مضى- في ظل عالم متغير من القوى الصاعدة، وتراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة.

“عندما يجري هذا النوع من الزيارات ، هناك شيئين ضروريين، وكلاهما يبدأ بحرف “T”. أحدهما هو : المحادثات/talks /والآخر هو الثقة/trust /وقد تعرض كلاهما لصدمة شديدة بسبب هذا الهجوم الصاروخي على المستشفى. وقد أوضح فيليب تورل محرر الشؤون الدولية في فرانس 24 أن هذا الأمر قوض بشكل خطير قدرة الرئيس بايدن على إظهار نفسه كوسيط في هذه الأزمة.

حاولت إسرائيل اتهام الحركتين الفلسطينيتين -حماس والجهاد الإسلامي- بشأن الهجوم المدمر على المستشفى الأهلي في مدينة غزة. ولكن في غياب تحقيق مستقل، فقد فشل ادعاء الجيش الإسرائيلي – بأن الانفجار كان بسبب خطأ صاروخي من قبل حركة الجهاد الإسلامي- بتهدئة الغضب المنتشر في جميع أنحاء العالم العربي. واندلعت الاحتجاجات الشعبية يوم الأربعاء في الضفة الغربية والأردن ولبنان وتونس وإيران وليبيا واليمن. وتم تنظيم العديد منها خارج سفارات القوى الغربية الكبرى، الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا.

إن الغضب في “الشارع العربي” يشكل إحدى الصور الصارخة للأزمة الإسرائيلية الفلسطينية، والتي تسير في بعض الأحيان على طول خطوط يمكن التنبؤ بها. فبعد مرور أكثر من عام على تعرض الغرب لصدمة قاسية، عندما ظلت دول الجنوب العالمي على الحياد إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأ صبرها ينفذ عندما تعرضت للانتقاد لفشلها في التمسك بمبادئ القانون الدولي. واستشهدت بـ”المعايير المزدوجة” التي يتبناها الغرب، فضلا عن استجابته الانتقائية للعدوان، واستخدام القوة غير المتكافئة .

إذا كان الغزو الروسي لأوكرانيا كشف عن الانقسامات في المجتمع الدولي، فإن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني الأخير يمزقه، لا سيما بين القوى الصاعدة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، والتي لا يشترك الكثير منها في التاريخ الأوروبي المركزي للقوى العالمية القديمة الكبرى .

تكشف حرب أوكرانيا الانقسامات العالمية بين الشمال والجنوب، غير أن الأزمة الأخيرة في الشرق الأوسط لا تؤدي إلى تمزيق العالم بين شماله وجنوبه فحسب. بل إنها تثير غضب بعض حلفاء واشنطن الأوروبيين الذين عملوا بجد منذ الغزو الروسي لأوكرانيا لبناء إجماع حول احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان العالمية.

“قواعد انتقائية للعبة”

ظهرت الانقسامات مباشرة بعد أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر/، مع انقسام ردود الفعل الدولية بين الدول التي ركزت بالكامل على إدانة الهجوم الإرهابي الصادم الذي شنته حماس على إسرائيل من ناحية، وتلك التي أشارت أيضاً إلى سياقة في إطار الصراع الأساسي الإسرائيلي -الفلسطيني.

وبعد يومين من الهجوم، أصدر زعماء خمس دول غربية بارزة – الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا – بيانا مشتركا أعربوا فيه عن “دعمنا الثابت والموحد لدولة إسرائيل، وإدانتنا القاطعة لحركة حماس”. لأعمالها الإرهابية المروعة”. وذكر البيان المطول بإيجاز “التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني”، لكن لم تكن هناك تفاصيل حول كيفية تحقيقها، أو ما الذي أخرجها عن مسارها.

ومن ناحية أخرى، أصدرت جنوب أفريقيا، على سبيل المثال، بيانا في يوم الهجوم، دعت فيه إلى “وقف فوري للعنف وضبط النفس والسلام بين إسرائيل وفلسطين”. ولم يذكر اسم حماس في البيان.

ووضعت المجلة الجيو-سياسية الفرنسية، لو جراند كونتيننت خريطة للانقسامات الدولية حول الأزمة الفلسطينية الاسرائيلية وميزت بين ثلاث فئات:

الدول التي تدعم إسرائيل بقوة،

الدول التي تدعو إلى وقف إطلاق النار،

الدول التي تدعم حماس.

لقد أدت ردود الفعل على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر/ إلى انقسام المجتمع الدولي. وقال ميشيل دوكلوس، السفير الفرنسي السابق لدى سوريا والمستشار الخاص لمعهد مونتين في باريس: “إن هذه الأزمة تعمق بلا شك الانقسامات، لأن هذا يعزز رواية الجنوب العالمي عن “المعايير الغربية المزدوجة”.

فمن منظور الجنوب العالمي، أدت المصالح الاقتصادية والجيو-استراتيجية إلى الانقسامات حول الحرب الأوكرانية. فيما كان الانقسام الدولي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مدفوعا بعوامل عاطفية، فبالنسبة للدول التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، بدأ صبرها ينفد. “الأمر يتعلق أكثر بالغرب المنافق الذي لا يعطي الأولوية لمصالحه بقدر ما يعطي الأولوية لمشاعره . لدى الغرب مشاعر عاطفية خاصة تجاه إسرائيل والمصالح الإسرائيلية، والألم الإسرائيلي. وأوضح دوكلوس: “في الجنوب العالمي، يُنظر إلى هذا على أنه تعاطف وقواعد انتقائية “.

/ تدفعه عقدة الذنب للغرب الاوروبي الذي ارتكب المحرقة ضد اليهود، وعوضا عن تحمل مسؤولياته يحاول تبرئة ذمته بابادة الشعب الفلسطيني- توضيح المترجمة/.

الولايات المتحدة تستخدم حق النقض / الفيتو/ في الأمم المتحدة

قال سارانج شيدور، مدير برنامج الجنوب العالمي في معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول ومقره العاصمة واشنطن : “لا يعني الأمر أن الجنوب العالمي متحد وله موقف واحد – وهذا غير مرجح في هذه الظروف”. “السؤال هو، هل هناك ما يكفي من البلدان في الجنوب العالمي التي تحفزها هذه القضية ليكونوا لاعبين مهمين؟ وهل هم على استعداد للرد والإعلان عن آرائهم؟ الجواب على كلا السؤالين هو نعم.”

طبيعة الرد، بحسب شيدور، ستعتمد على التطورات في قطاع غزة. فإذا تدهور الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني المحاصر، وإذا استمر الجمود في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المكون من 15 عضوا يمكن لبعض دول الجنوب أن تضغط من أجل إجراء تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

بينما كان بايدن يقول للصحفيين في تل أبيب يوم الأربعاء، أنه أقنع إسرائيل بالسماح بدخول مساعدات إنسانية محدودة إلى غزة، كانت الولايات المتحدة تعزف نغمة مختلفة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

ففي خطوة مفاجئة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار ، لتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.

رغم أن القرار الذي رعته البرازيل، أدان أعمال العنف ضد جميع المدنيين، بما في ذلك “الهجمات الإرهابية الشنيعة التي تشنها حماس”. وصوتت 12 دولة من أعضاء مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة لصالح القرار. وامتنعت روسيا والمملكة المتحدة عن التصويت. واستخدمت الولايات المتحدة، حق النقض الحاسم. وانتقدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد القرار لأنه لم يذكر أي شيء عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

استخدمت الولايات المتحدة في 18 تشرين الأول/أكتوبر/ 2023 حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن يدعو إلى “هدنة إنسانية” لتقديم المساعدات المنقذة للحياة للملايين في غزة. صوت 12 لصالح القرار : (ألبانيا، البرازيل، الصين، الإكوادور، فرنسا، الجابون، غانا، اليابان، مالطا، موزمبيق، سويسرا، الإمارات العربية المتحدة) وعارضته (الولايات المتحدة) وامتنع عن التصويت كل من روسيا والمملكة المتحدة.

وكان هذا هو القرار الثاني لمجلس الأمن الدولي بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس الذي يفشل.

فقد رفض مجلس الأمن يوم الإثنين مشروع قرار صاغته روسيا يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار”، ووصول المساعدات الإنسانية “دون عوائق” إلى غزة، وإدانة “جميع” عمليات قتل المدنيين، الإسرائيليين والفلسطينيين. وصوتت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا واليابان ضد القرار الروسي. انتقدت آنذاك مندوبة الولايات المتحدة الامريكية توماس غرينفيلد موسكو لعدم ذكر حماس في مسودة النص.

لا لـ”وقف إطلاق النار”، نعم لـ”واجب الرد”

إن علم الدلالات اللغوية يشكل عملاً جديا في الأمم المتحدة، ولم يكن حذف كلمة حماس فحسب، بل وأيضا إدراج كلمة “وقف إطلاق النار” هو الذي ضمن سقوط القرار الروسي عند وصوله.

بعد فترة وجيزة من بدء إسرائيل قصف قطاع غزة الأسبوع الماضي، أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية توجيهات تحذر الدبلوماسيين الأمريكيين من استخدام ثلاث عبارات محددة: “وقف التصعيد/وقف إطلاق النار”، و”إنهاء العنف/إراقة الدماء”، و”استعادة الهدوء”، وفقا لما جاء في تقرير هافينغتون بوست، وهو ما أكدته صحيفة واشنطن بوست.

وفي الوقت نفسه، عدلت واشنطن التزامها بـ”حق الرد” لإسرائيل، ورفعته خلال الأيام القليلة الماضية إلى “واجب الرد”.

تم طرح مشروع القرار البرازيلي في مجلس الأمن الدولي للتصويت بعد أيام من المفاوضات الصعبة والتأخير مرتين في محاولة للحصول على توافق في الآراء. وبعد استخدام حق النقض يوم الأربعاء، اتهم تشانغ جون، سفير الصين لدى الأمم المتحدة الولايات المتحدة بالإيحاء لأعضاء مجلس الأمن بإمكانية تبني القرار، عندما لم تعرب عن معارضتها خلال المفاوضات. ووصف التصويت بأنه “أمر لا يصدق”.

وتقوم الولايات المتحدة تقليديا بحماية حليفتها إسرائيل من أي إجراء في مجلس الأمن. ولكن هذه المرة، أصدرت البرازيل ــ العضو المؤسس في كتلة البريكس للاقتصادات الصاعدة والتي تتولى حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن ــ بيانا غاضبا أعربت فيه عن أسفها لعرقلة واشنطن التصويت.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية البرازيلية أن “البرازيل تعتبر أنه من الضروري أن يتوصل المجتمع الدولي إلى وقف لإطلاق النار واستئناف عملية السلام”.

لقد انفجرت الانقسامات في الاتحاد الأوروبي علنا

وللمرة الأولى منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول /أكتوبر/ ، انشقت فرنسا عن حلفائها الغربيين في مجلس الأمن يوم الأربعاء، عندما صوتت لصالح مشروع القرار البرازيلي.

وعبرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيانها عن “الأسف” لفشل مجلس الأمن. وأشار البيان إلى أن “النص يدين بشكل لا لبس فيه الهجمات الإرهابية التي تشنها حماس ضد إسرائيل، ويطالب بالإفراج عن الرهائن، ويحث الجميع على احترام القانون الإنساني الدولي”. وأثار القصف الإسرائيلي المميت لقطاع غزة بعد منع الوقود والمياه والأدوية والإمدادات الغذائية انقسامات في الشراكة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي تم احتواؤها في الغالب داخل أبواب مغلقة، ولكنها اندلعت في بعض الأحيان علنا.

ففي قمة طارئة عبر الفيديو لزعماء الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء، حذر العديد من القادة من أن الفشل في دعم حقوق الفلسطينيين في غزة يخاطر بتعريض الدول الغربية لتهمة النفاق، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز يوم الأربعاء نقلا عن العديد من المسؤولين المطلعين على النقاش .

وواجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رد فعل عنيفا من زعماء ومشرعي الاتحاد الأوروبي لعدم مطالبة إسرائيل صراحة باحترام القانون الدولي في حربها على غزة خلال رحلة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي.

وأعلن رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار علنا أن تعليقات رئيسة المفوضية الأوروبية “تفتقر إلى التوازن” وأصر على أنها “لا تتحدث باسم إيرلندا “.

“يشعر الأوروبيون بالقلق من أن يُنظر إليهم على أنهم لا يدافعون عن القانون الدولي. يُنظر إلى موقف أورسولا فون دير لاين المتمثل في التضامن غير المشروط مع إسرائيل على أنه أحادي الجانب، ويؤدي إلى فقدانهم قوتهم الناعمة في الجنوب العالمي. وقال شيدور: “تعتمد أوروبا على القوة الناعمة أكثر من الولايات المتحدة، التي تعتمد في كثير من الأحيان بشكل أكبر على القوة الصارمة، على الرغم من أن ذلك يؤدي بشكل متزايد إلى نتائج عكسية”.

وقد قامت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بزيادة التمويل الإنساني للفلسطينيين منذ القصف الإسرائيلي في أعقاب هجوم حماس. وأشار الصحفي والكاتب الفرنسي جيل باريس في صحيفة لوموند إلى أن مساعدة الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين هي “ثمن ضميرهم المذنب بشأن اختفاء احتمال إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل”.

لكن السؤال هو إلى متى ستتحمل بروكسل التدمير الإسرائيلي المتكرر للبنية التحتية في غزة بتمويل من الاتحاد الأوروبي. وكانت الكتلة المكونة من 27 عضوا منقسمة منذ فترة طويلة حول هذه القضية، لكن المناقشة جرت خلف أبواب مغلقة. وإذا قرر الاتحاد الأوروبي نقل المناقشة إلى المسرح العام والسياسي، فمن الممكن أن يتلقى دعما كبيرا من الجنوب العالمي.

تمتلك الولايات المتحدة المعدات العسكرية اللازمة للتغلب على الخلافات مع حلفائها الأوروبيين بشأن القضية الإسرائيلية-الفلسطينية. لكنها لن تكسب أصدقاء في منافسة القوة الناعمة، وكل من روسيا والصين مستعدتان وقادرتان على أخذ مكانهما في مجتمع الجنوب العالمي الذي بدأ في الظهور لتغيير النظام العالمي القائم.

المصدر:

https://www.france24.com/en/middle-east/20231019-israel-hamas-war-tests-western-unity-as-global-south-slams-double-standards?fbclid=IwAR2U9QEYiFB90DptbFFuQlkgdCb-lGZg-4BQl3YXBfxJAyjgKhr5cm-A3Io

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *