تداول بعض الناشطين صور تشير إلى تغيير المنهاج الفلسطيني في جزئية تتعلق بحذف ذكر مجرزة الحرم الإبراهيمي . فما هي الخلفية لمثل هذا الحذف؟….ربما نجد الإجابة عند لوي ألتوسير.

يعتبر ألتوسير بأن الدولة تدار من خلال جهازين، الجهاز القمعي الذي يستخدم العنف ويتمثل بالشرطة والأمن والجيش والمحاكم، والجهاز الأيدلوجي الذي يستخدم “الأيدلوجيا”، وعلى رأس الجهاز الأيدلوجي تقف المدرسة، فالمدرسة كمؤسسة تعتبر من أهم أدوات الدولة الأيدلوجية.

بحسب ألتوسير يتعلم الأطفال في المدارس تقنيات ومعارف إلى جانب “قواعد” السلوك الحميد، أي السلوك الذي يجب أن يراعيه كل فرد في المجتمع، بحسب الوظيفة “المقدّرة” له، والقائمة على “احترام” قواعد النظام السياسي المؤسس على واقع الهيمنة الطبقية. بمعنى آخر، فإن المدرسة (وأيضاً مؤسسات الدولة مثل الكنيسة والأجهزة الأخرى كالجيش) تعلّم “الكيفية” know-how، لكن في أشكال/قوالب forms تضمن الخضوع للأيديولوجيا الحاكمة أو التمكّن من ممارستها.

وبالتالي عندما تسود في المجتمع طبقة أيدلوجيتها قائمة على اعتبار القضية الفلسطينية “مشروع” استثماري، فلا يجوز فعل أي شيء قد يضر بهذا الاستثمار والعلاقة مع الممولين، ولربما هذا يفسر الخضوع لتغيير المناهج الفلسطينية، بما يتعارض مع القيم الوطنية الفلسطينية، لكنه يتوافق مع المصالح المادية للطبقة المهيمنة على النظام السياسي الفلسطيني. وذلك بهدف انتاج جيل فلسطيني خاضع لهذه المنظومة بعيد عن القيم والأفكار الوطنية التي قد تتعارض مع “المشروع”.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *