بحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو فقد تبنى الكابينت الإسرائيلي اقتراح نتنياهو ل”منع انهيار السلطة” (من خلال تقديم تسهيلات لها)، اتخذ القرار بأغلبية 8 وزراء من أعضاء “الكابينت”، مقابل معارضة بن غفير (العظمة اليهودية) وامتناع سموتريتش (الصهيونية الدينية)…

لم يتطرق البيان إلى طبيعة “التسهيلات” المنوي تنفيذها، لكن تقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت عن إنشاء منطقة صناعية جديدة في ترقوميا بالخليل، وضمان قروض، وتسوية ديون، وخصم على سعر الوقود ومدفوعات ضرائب مسبقة (المقاصة)…وكذلك فتح ممر للبضائع على جسر اللنبي (معبر الكرامة)… وإعادة تصاريح لكبار الشخصيات (Vip).

ربط بيان مكتب نتنياهو بين منح “التسهيلات” ووقف السلطة الفلسطينية الدعاوى القانونية والتحركات السياسية في المحافل الدولية، ووقف دفع مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء، وتغيير مناهج التدريس “التحريضية”….

لم يصدر أي موقف رسمي عن السلطة الفلسطينية حول هذا الموضوع حتى اللحظة… وهذا أمر مستهجن فالأمر يمس السلطة بشكل جوهري والمفروض أن يكون هنالك موقف واضح ومعلن.

أبرز الاستنتاجات التي يمكننا الخروج بها:

أولاً: أن استمرار السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي (إدارة للسكان، وحفظ للأمن، بدون سقف سياسي وتحقيق الكيانية الفلسطينية على أرض الواقع) هو مصلحة إسرائيلية، لذلك تسعى إسرائيل لتثبيت الوضع القائم.

ثانياً: في حال قبلت السلطة الاشتراطات الإسرائيلية فهذا يعني ترسيخ التبعية لإسرائيل، وإبقاء السلطة ككيان وظيفي يخدم المصالح الإسرائيلية.

ثالثاً: نتيجة التصويت في الكابينت (تأييد 8 وزراء) مؤشر إضافي على أن الادعاء السائد عند البعض بأن الصهيونية الدينية (سموتريتش) والعظمة اليهودية (بن غفير) يتحكمون بنتنياهو والحكومه الإسرائيلية، هو ضرب من المبالغة…مرة تلو الأخرى نجد أن العلاقة بين نتنياهو وأحزاب التيار الديني القومي هي علاقة تخادم، وأن المتحكم في القرارات الاستراتيجية هي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ونتنياهو…طبعا هذا لا يعني ان التيار الديني القومي غير مؤثر…بل هو مؤثر وفاعل، لكن هنالك مبالغة عند البعض في تقدير مدى تأثيره..

رابعاً: كل الحديث عن مخطط إسرائيلي لتدمير السلطة هو حديث يستند على البرنامج الانتخابي للصهيونية الدينية، ولا يعبر عن المؤسسة الإسرائيلية، فعلى أرض الواقع يصطدم بصخرة مصالح إسرائيل، ورأي الأجهزة الأمنية ونتنياهو اللذان ما زالا يتحكمان في مفاصل صناعة القرار الإسرائيلي.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *