بين حماس “زليخة” وقرارات “حماس”

أصدرت حكومة حماس في غزة مؤخراً قراراً بمنع سفر الأنثى غير المتزوجة بكرًا أو ثيبًا دون الحصول على إذن وليها. والثيب هي التي فقدت زوجها اثر موته او طلاقه منها.

هذا الاختصار للمرأة وكأنها ليست إلا “غلاف لغشاء بكارة”، هو صفعة في وجه كل فلسطينية ناضلت من اجل الوطن، برجاله ونساءه قبل ان تظهر لنا “حماس” من حيث لا ندري.

احدى تلك النساء هي “زليخة الشهابي” المولودة في القدس في عام 1901. مناضلة فلسطينية، ورائدة العمل النسوي الفلسطيني، وهي من شكلت أول اتحاد نسائي فلسطيني بهدف مناهضة الإنتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني، عندما كانت في العشرين من عمرها، وأول من قادت مظاهرة نسائية احتجاجاً على اعتقال عدد من قادة الثورة الفلسطينية.

أسهمت مع السيدة “ميليا سكاكيني” في القدس في تنظيم حملة مجانية لتعليم الفتيات العربيات مبادئ القراءة والكتابة، وفي عام 1936 أسهمت في تأسيس الاتحاد النسائي العربي في القدس، وقادت أول مظاهرة نسائية توجهت لمقابلة المندوب السامي البريطاني للاحتجاج على اعتقال عدد من قادة الثورة الفلسطينية وإبعادهم في تلك السنة.

شاركت في تأسيس الاتحاد النسائي العربي (1944)، وأنشأت مستوصف الاتحاد النسائي الطبي للعناية بالحوامل ومركزاً لرعاية الأطفال ومركزاً لتعليم التطريز والخياطة للفتيات (1950).

أنشأت بعد ذلك روضة اطفال ومركزاً لتعليم الخياطة للفتيات، وأسهمت في إنشاء “جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية” في القدس. في عام 1952 أسست بمشاركة “إليزابيث ناصر” و “هند الحسيني”، داراً للفتيات المشردات كانت لهن ملاذاً، فلعبت تلك الدار دوراً رئيساً في وضع حد لظاهرة التسول وأكسبت الفتيات مهارات تساعدهن على العمل في المؤسسات.

واصلت زليخة نشاطاتها، وبما في ذلك اقامة داراً للمسنين في اريحا، حتى توفت في عام 1992.

 

في الصورة استقبال زليخة الشهابي لمجموعة من النساء في بيتها في عام 1944.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *