بين الوطنية والمواطنة
من في الصورة هو الراحل محمد بصول ” أبو نزار ” سنديانة الرينة التي ارتاحت من شموخها ، وتوفي قبل سنوات من غزارة انتخابات الكنيست التي تعاد هذا اليوم للمرة الخامسة ..أبو نزار رحمه الله عمره أكبر من دولة اسرائيل التي تتصارع اليوم على مقاعد الكنيست بين يمين ويمين في بلاد لطشت من بين يدي المرحوم ابو نزار وقومه ..
أبو نزار من نصفنا الباقي في البلاد .. سنديانة الوطن التي تحدّت جرافة الدولة ..شموخ نصفنا الباقي في البلاد ، وشوك الصبّار في حلوق الغزاة..
صاحب البلاد الأصلي في عبقرية البقاء لينتصر الوطن على المستوطنة ..
الراحل أبو نزار .. المناضل المزمن رفيق توفيق زياد واميل حبيبي وحنا نقاره واميل توما وسليم القاسم وتوفيق طوبي .. واحد من الجيل الأول الذي اسقط الحكم العسكري ،واتقن المعادلة الصعبة بين الوطنية والمواطنة لمليون ونصف مليون فلسطيني من أهلنا داخل الخط الأخضر ..
تخاض اليوم انتخابات الكنيست للمرة الخامسة خلال ثلاث سنوات وسط انقسام موجع في صفوف ” الأقلية ” الفلسطينية أطاحت بوحدة صوت نصفنا الباقي في البلاد وقائمته المشتركة وبين مؤيد للمشاركة في الكنيست ومعارض لها ..
وان كان الخلاف في وجهات النظر خلاف مشروع في وضع مركب ومعقد في مشاركة أقلية فلسطينية في الحياة السياسية الاسرائيلية ولكن هذا لا يعني انه لا يوجد الكثير من القواسم المشتركة للاتفاق حولها وخاصة القضايا المطلبية اليومية لأهلنا داخل الخط الأخضر ..
قد نختلف في انتخابات الكنيست ولكن تبقى لجنة المتابعة العليا لأهلنا داخل الخط الأخضر الكيان الجامع الذي لا يجوز ان نختلف عليه ..
رحم الله أبو نزار من جيل البقاء الأول الذي عاش ومات واتقن مثل غيره عبقرية البقاء بين الوطنية والمواطنة .