اليوم تودّ لو كنتَ بدويّاً
وكانت بلادك كلّها بيوتاً من الشّعر
تحملها متاعاً على ظهرك
فلا شوارع تحنّ إليها
ولا شوارع تدهسك،
تودّ لو كانت بلادك سماءً
تعرفها ليلاً من نجمها
أينما رمتك شرطةُ الحدود تلحقك.
–
اليوم
بينما تغادر الغرفة العاشرة
تصيرُ مهجوساً بأصول الأشياء ودلالاتها
تبحثُ وتسأل من حولك
مثلاً
تسأل صديقك: ما البيت؟
يقول: “بيتي حقيبتي ”
فيفتحها ويخرج ساعةً ومرآة
ثم لا يقوى كلاكما على هول تلاقي الاثنين معاً
تسأله.. كيف التقينا إذن؟
يقول: “بل جسدي حقيبتي”
تسأله ما الجسد؟
فيمضي.. ويظلّ جسدك في انتظار الباص
تجرّه من ساعة اليدِ
وتودّ لو أنها تعطّلت قبل ذلك،
لو أن زاوية الطّريق ضاعتْ من وجه الطّريق
و صارَ أفقاً بلا زوايا توصدهُ
ممدداً، تلفّه مثلما تلفّ أمك سجاد الشتاء
تحمله وتمضي
إلى الغرفة التالية..
أيها الجسد، أيها الطّريق
ويا جيش صور الأحبة الذين لن يعودوا مثلما كانوا
إلى الغرفة التالية..