بلداتنا ونيرانها المشتعلة…
يحتاج الانسان لكي يشعر بالثقة والأمان لسلطة يثق بها وتحميه, فما بالك حين يسود الشعور العام أن تلك السلطة تعمل ضده ؟…
يحتاج الانسان لكي يشعر بالثقة والأمان لمنظومة أخلاقية يسير بحسبها, فما بالك عندما تتحول الأخلاق لمجموعة تساؤلات لا يمكن البث بها بسبب التفاوت في تعريف المجتمع للحلال وللحرام؟….
يحتاج الإنسان لكي يشعر بالأمان لتعريفات واضحة للانتماء, للوطن, للممارسات الوطنية, وللكرامة. فما بالك حين ننقسم لفئات تطالب بحقوق وطنية لا تتخلى عنها, وفئات تطالب بحقوق اقتصادية لا تتخلى عنها, فيصبح الوطن قضية اخرى على وشك ادخالها في المزاد العلني ؟….
يحتاج الانسان لكي يشعر بالثقة والأمان لمستقبل واضح وأرضٍ ثابتة يقف عليها, فما بالك حين نشعر في كل لحظة بأننا على فوهة بركان على أهبة الاستعداد للإنفجار عن طريق حرب, أو عملية حربية, أو “أحداث أمنية” أو تراشق بنيران العصابات, أو مسلسل غير نهائي من الأخذ بالثأثر, جيئةً وإياباً ؟….
هل من خروج من هذه الدوامات ؟
هل من وسيلة لذلك ؟
لا اعتقد ان هنالك إمكانية لاستقرار جزئي في هذه البلاد, الاستقرار ممكن بكله وبجميع المجالات ولجميع الفئات, وان لا فهو معدوم للأبد !