بصدد اهداف نتنياهو من وراء التصعيد الإقليمي للصراع
تتعدد التفسيرات وراء قرار نتنياهو بتصعيد مسار العدوان خاصة بعد عمليتي الاغتيال لكل من المناضلين فؤاد شكر واسماعيل هنية لما ينطوي على ذلك من أبعاد بتجاوز الخطوط الحمراء فيما يتعلق بحزب اللة وايران.
تمت عمليات الاغتيال في مقر حزب الله الأمني اي بالضاحية الجنوبية في بيروت وفي العاصمة الإيرانية طهران .
قد تكون احد اسباب التصعيد تكمن بترميم صورة الردع لدولة الاحتلال بعد صمود المقاومة وفشل نتنياهو بتحقيق اهداف العدوان على غزة وكذلك ردا على الضربات التي تلقاها من الحوثيين باليمن ومن حزب الله .
هذة التفسيرات وغيرها قد تكون صحيحة ومفيدة للتحليل. ولكني اعتقد ان هناك اهداف اخرى يريد نتنياهو تحقيقها .
هو يريد اخماد الاحتجاجات الداخلية والتي تزداد تصاعدا مترابطة مع انتقادات المؤسسة الأمنية والعسكرية العميقة بدولة الاحتلال والتي تتهمة هي وأسر المحتجزين انه المعطل الرئيسي للصفقة وللهدنة في غزة .
نتنياهو له مصلحة شخصية بإطالة امد العدوان من أجل أن يبقى رئيسا للوزراء لمدة طويلة ولحماية نفسه من الملفات التي تطاردة ومنها ملفات الفساد وملف اخفاق السابع من أكتوبر.
وبراي فإن مسألة التصعيد تتعدى الأبعاد الشخصية أيضا.
نتياهو يريد استغلال اللحظة التاريخية لاستكمال تنفيذ المشروع الصهيوني سواء عبر تطبيق خطة الحسم بالضفة بالتوازي مع عمليات الابادة الجماعية في غزة وصولا لتحقيق الرؤية الاحتلالية بها تحت عنوان ما يسمى باليوم التالي.
نتياهو استغل لحظة فارقة بالمشهد السياسي الأمريكي حيث السباق الانتخابي على اشدة .
ان تصعيد العدوان سيدفع بالضرورة ادارة بايدن الديمقراطية للاعلان عن الدفاع عن إسرائيل أمام هجمات محتملة سواء من إيران او حلفائها كما حصل بالفعل حيث انتشرت الأساطيل الأمريكية والبريطانية بالبحرين المتوسط والأحمر
بالتأكيد فإن بريطانيا تحركت بقرار أمريكي وبالتنسيق معها .
ان عدم تحرك الإدارة الأمريكية كان سيعني حسم اصوات الايباك اي اللوبي الصهيوني والمؤثر بصورة فاعلة بالانتخابات الأمريكية لصالح الحزب الجمهوري والتوجة لانتخاب ترامب .
لقد ادي التصعيد الإقليمي لاستعادة النفوذ العسكري الأمريكي والغربي للمنطقة .
اننا نشهد عودة لاليات الاستعمار القديم الذي يعتمد علي وجودة العسكري المباشر.
اعتقد ان الإدارة الأمريكية وجدت المناخ التصعيدي الجديد الذي سببه نتياهو فرصة كبيرة لها لتكريس هيمنتها وكبح اي محاولات من بعض بلدان الإقليم للتوجه ايجابيا بالعلاقه مع كل من الصين وروسيا في عالم أصبح يتفاعل جديا باتجاه متعدد الاقطاب بديلا لعالم الهيمنة الأمريكية الاحادية .
تعكس قرارات نتياهو ايمانه فقط بمنطق القوة وبأن ما لا يأت بالقوة سيأتي بالمزيد منها امتدادا لفكر جابوتنسكي زعيم تيار اليمين الاصلاحي بالحركة الصهيونية .
نتنياهو يريد تعميم خطة الحسم لتشمل الاقليم دون اكتراث للغة المصالح الاقتصادية وغيرها والتي كان يتبناها شمعون بيريس والتيار العمالي بالحركة الصهيونية .
مدخل نتياهو للعلاقة مع المنطقة يستند الى الاخضاع والهيمنة عبر القوة الغاشمة بدلا من المصالح الاقتصادية .
انها محاولة لبسط النفوذ الصهيوني وتوسيع مساحته الجغرافية كقوة فاعلة ونافذة بحجة مواجهة الخطر الإيراني.
ان تصعيد نتنياهو للصراع لايضر فقط بالقضية الفلسطينية بل يتعداها ليشكل خطرا على الإقليم الأمر الذي من الهام ان ينتبه له الجميع.