فلسطين العنيدة حين تركب رأسها وتقول : ” لا ” لمن يحاول شطبها .. نفاد صبر قوم ” إسّا ” حين تقلع شجرة صبار في الجليل شوكها بيدها ، وتصرخ شتلة خبيزة في وجه ” كيوبتس ” اسرائيلي ينمو كالطحالب في زرعها: بدّيش ..
لنا من ” الـ بدّيش ” ما يكفي لهزيمة صفقة القرن ، ولنا من فصاحة ديك فلسطيني في مجد الكروم ما يزيل ركاكة عبرية عن اشارة طريق الى عكا .. ولنا شهقة الكرمل تشهق في أبنيتهم الشاهقة في حيفا .. لنا بقايا مئذنة في صفد تحدّق في قبعة يهودي أثيوبي .. ولنا نسمة هواء تهب من الجرمق لترسل قبلة عن بعد لصفدي في مخيم اليرموك ..ولنا جرن كبّة في ترشيحا يقول ” بدّيش لمستوطن روسي يشرب الفودكا في معالوت .. لنا منقوشة زعتر تنقش بلادها في مطعم أبو العافية في يافا ، وتقول : بدّيش لتل أبيب
لنا خبز الطابون في سخنين يقول : ” بدّيش ” لخبز مصة ..ولنا ضريح توفيق زياد في الناصرة يقول : ” بدّيش ” للناصرة العليا ..
لنا ما يكفي من ” البدّيش ” لينتصر الوطن على الدولة ..ولنا من جميع الأديان تتحلق حول قبة الصخرة ما يسقط خرافة يهودية الدولة وقبتها الحديدية ..
ولنا من النكبة ما يفوق على الهولوكست من وجع الضحايا ..ولنا الضحية التي تبصق في وجه سكين قاتلها كل صباح ولا تموت ..
لنا هذه ” البدّيش ” التي نشهرها في وجه مفاعل ” ديمونة “.. ولنا صبر جمل فلسطيني في النقب يداوي بالشوك حيرته على أنقاض أم الحيران..
بعد 72 عاما من النكبة لا نملك الا هذه ” البديش ” الفلسطينية نشهرها في وجه هذا العالم المنافق الذي يقدس ضحايا ” الهولوكست ” ويدير ظهره للهلولوكست الفلسطيني الطازج الذي يرتكبه ضحايا النازية القدماء على ضحايا عنصرية ” يهودية الدولة ” بين ايخمان النازي وليبرمان العنصري بين منطق العرق الآري ومنطق عنصرية من يعتبرون غير اليهود ” غوييم “.. وعليك ان تصدّق الضحية التي تطارد طفل فلسطيني في شوارع غزة بطائرة اف 16 !
لنا من ” البديش ” ما يكفي !
