بايدن وتقليص الصراع…

أسفرت زيارة بايدن (بحسب المصادر الصحافية) عن تقديم وعد بتقديم حزمة من التسهيلات والمساعدات…ما يهم في الموضوع هو انعدام الحديث عن “عملية” سياسية، أو حتى الوعد بالعمل على استئناف مفاوضات السلام…بلغة أخرى تشييع عملية السلام الميتة ونموذج حل الدولتين.

يمكننا القول بأنّ التوجه نحو تقديم “تسهيلات” اقتصادية هو جزء من خطة تقليص الصراع التي تبنتها حكومة بينت/ لبيد والقائمة على تحسين المستوى المعيشي في مناطق السلطة، بهدف تقليص الصراع (للمزيد حول الخطة يمكنكم الإطلاع عليها في تقليص الصراع)، وذلك مقابل استمرار تعاون السلطة في المجال الأمني، دون الاهتمام بوضع حد للصراع….

الجديد في الموضوع ان السلطة الفلسطينية التي اعلنت سابقاً رفض خطة تقليص الصراع، على أرض الواقع تتعامل معها وتتساوق معها، سواء باللقاءات مع قيادات إسرائيلية يهدف “تحسين” الوضع المعيشي، دون البحث في أي أفق سياسي، او حتى القبول بالجلوس مع بايدن على اساس عدم إمكانية التوصل إلى حل على أساس “نموذج حل الدولتين” الذي تتبناه السلطة…

لا تقتصر المشكلة على التحول من إدارة الصراع إلى تقليص الصراع….بل في ظني ان خطة “تقليص الصراع” برمتها، والتي تنطلق منها سياسة بايدن مبنية على نظرة استشراقية استعلائية…

الصورة المتخيلة لدى “الغرب” والإسرائيليين عن الشرقيين (الفلسطينيين) بأنهم غرائزيين..وبالتالي يمكن إسكاتهم بتقديم بعض “التسهيلات” الحياتية من مأكل ومشرب و 4G…اما التطلع إلى التحرر من الاحتلال، وتحقيق الذات والهوية الوطنية، فهذا أمر لا علاقة للفلسطينيين به، فتحقيق الذات والهوية الوطنية والتحرر والاستقلال هو شأن البشر “الراقية” وليس المتخلفين من أمثالنا، الذين ينحصر اهتمامهم في المأكل والمشرب.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *