الوطن عند وطن كيال… دهشة فلسطينية من النهر الى البحر !
صدفة رأيت شريط فيديو لمجموعة من الشابات والشباب الفلسطيني يرقصون في يافا على شاطئ البحر بطريقة ” فلاش موب ” برقصة مبتكرة مزجت الدبكة الشعبية الفلسطينية بالرقص المعاصر ، واستوقفني حينها ذكاء الفكرة التي صنعت روايتها بإتقان على شاطئ يافا أمام مرمى نظر تل أبيب التي كانت تتفرج على أصحاب المكان يدقون بأقدامهم الأرض ويصنعون لوحة مدهشة في هذا التزاوج بين التراث الفلسطيني وروح العصر .
عرفت فيما بعد ان هذه الفرقة تابعة لمركز ” عوشاق ” في القدس وتطلق على نفسها فرقة ” اوف ” وتقدم سلسلة من الرقصات في ساحات وشوارع المدن الفلسطينية عكا ، الناصرة والقدس ، وصدفة أيضا عرفت ان صانع هذه الدهشة الفلسطينية شاب فلسطيني من البروة من مواليد عكا اسمه وطن كيال حصلت على هاتفه وانا اعد موضوعا عن هذه الفرقة لمجلة تصدر في كندا ، حين اتصلت به كان يقود سيارته من الناصرة الى القدس واتفقنا على اكمال حديثنا حين يصل القدس ، وبين السويد والقدس كنت استمع لرؤية فلسطينية مختلفة قدمها لي وطن كيال عن توظيف التراث باحترافية متقنه ببعده الحضاري والإنساني في مواجهة الرواية الإسرائيلية بعيدا عن الخطاب اللفظي السائد .
وطن كيال هو المدير الفني لفرقة اوف وعوشاق وهو صاحب الفكرة ومصمم رقصات الفرقة التي تقدم عروضها بطريقة ” فلاش موب ” في ساحات وشوارع المدن الفلسطينية المختلفة قال لي وطن : ” نستخدم التنوع في أنواع الرقص من منطلق الهوية الفلسطينية الجامعة ،اي مش مهم الفلسطيني شو دينه او لونه او حزبه المهم انه فلسطيني وهويتنا نشكلها سوية ، والهوية الفلسطينية والفن الفلسطيني لا يقتصر على التراثي فقط بل على كل ماهو مبدع ومؤثر في الجيل الحالي ، نبني ونتأثر بالتراث لكن نقدمه بطريقة استعراضية مع الحفاظ على روحه واصالته ،ونعتبر لغتنا الحركية مدرسة جديدة في الرقص الفلسطيني اليوم ،ونحن أول كادر فلسطيني يدّرس الفنون الادائية بشكل اكاديمي محترف ” .
وطن كيال ليست التسمية التي فقط في اسمه الاول التي تجعل منه كناية عن وطن فلسطيني حقيقي في هذا التيه السياسي الفلسطيني الذي يفصّل الوطن على قياس رايات الفصائل الصفراء والحمراء والخضراء الذي يقول عنه وطن كيال في حديثي معه :
” عدنا بتلقائية الى بداية الحكاية .. الى أرض الحكاية .. نرقص ندبك ونغني من البحر الى النهر في فلسطين واحدة موحدة تحت راية واحده بأربعة الوان لا خامس لها، ولا تسمح لأي لون ان يطغى على الآخر هي الوان العلم الفلسطيني بعيدا عن الرايات الفصائلية وتشرذمها في الانقسام السياسي ” .
بعد حديثي مع وطن كيال رأيت فلسطين اخرى فلسطين شابة تبدع في رواية حكايتها في عقم كهولة الفصائل ، هذه الفلسطين التي تشرع بوابات الامل !