المواجهات في هولندا بين انصار الحق الفلسطيني وانصار اسرائيل
دون الخوض في جل حيثيات الصدامات الدموية التي اندلعت في امستردام فجر اليوم 8/11 بالامكان الاشارة الى النقاط السياسية التالية:
• تهرّب اسرائيلي رسمي من حقيقة ان هذه المواجهات جاءت على خلفية حرب الابادة على غزة، وفي اعقاب نزع الجمهور الاسرائيلي للعلم الفلسطيني عن احدى البنايات، بل عادت اسرائيل لتستخدم مفردات سنوات الثلاثين والاربعين خلال المحرقة النازية، باعتبار ما حصل هو بوغروم. كما فيها تجاهل اسرائيلي رسمي بأن الوفود الاسرائيلية في اي مجال غير مرحب فيها في امستردام او اي مكان في العالم.
• يجد اقصى اليمين الفاشي الهولندي في هذه الصدامات فرضة تاريخية له، في هولندا لتعميق العداء للمهاجرين وللجاليات العربية والاسلامية، وقد تظهر اصوات لتشريعات تتيح للمستوى الرسمي طردهم، واطلاق حملة شعبية عنصرية ضدهم. وكذلك تعزز الترويج الشعبوي ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
• يجد اقصى اليمين الاسرائيلي في هذه المواجهات ترسيخا لافكاره وقيمه، القائمة على بِدعة “الحرب الوجودية” وبأن الفلسطينيين وانصارهم عالميا يهدفون الى القضاء على اسرائيل وأن عداؤهم هو لليهود.
• يجد اقصى اليمين الاسرائيلي الصهيوني الحاكم وبدعم من المعارضة بأن “الحل” هو في هجرة يهود هولندا ويهود العالم الى اسرائيل، التي تواجه هجرة عكسية. كما يجد اقصى اليمين الاسرائيلي بتعزيز الهجرة من اوروبا “حلا” للنقص في الجنود في الجيش ويستطيع مواصلة اعفاء الحرديم من الخدمة صوناً لحكمه.
• يجد اقصى اليمين الاسرائيلي الحاكم فرصة له في اتهام اوروبا باللاسامية، وسيدفع دول الاتحاد الاوروبي الى تشريع قوانين وفقا للرؤية الصهيونية للا-سامية بما فيها تحريم مناصرة الحق الفلسطيني وتحريم الاحتجاج على دولة الاحتلال وعنصريتها والحرب الابادية على غزة.
ويجد في ذلك “طريق خلاص” من تعزز واتساع حركة الهجرة من اسرائيل سواء هجرة الشرائح الوسطى ام هجرة الاموال والمصالح الاقتصادية الناشئة.
• تصرف كل من نتنياهو ووزيري الخارجية والحرب، بأن اسرائيل على عتبة وضعية طوارئ قومية هو للاستهلاك السياسي الداخلي. يذكر في هذا الصدد بأن الموساد قد حذر مسبقا المستوى السياسي من حضور الفريق الاسرائيلي واعمال الاستفزاز التي رافقته.
• يبدو ان تراجع حكومة نتنياهو والجيش عن ارسال بعثة عسكرية الى هولندا هو نتيجة لتراجع الحكومة الهولندية وتخوفها من استعار الامور على اراضيها، واعتبار ذلك امتهان لسيادة هولندا.
• اوروبيا من المتوقع ان يستغل اليمين الشعبوي والفاشي الاوروبي هذه المواجهة لمصالحه الانتخابية ولفرض هيمنته على اوروبا تحت شعار التخلص من “مخاطر الهجرة”
• فلسطينيا وعربيا لا بد من حملة دبلوماسية وشعبية موحدة تكون موجهة لمنع المس بوضعية الجاليات العربية والاسلامية في هولندا حصريا واوروبا، وسعيا لمنع حظر الانشطة المناصرة للحق الفلسطيني والعربي.